أخنوش بين خطاب الطمأنة وارتباك الأرقام.. دخول سياسي بطعم الحذر

marocain
3 Min Read

بلغة تفيض بالاطمئنان، اختار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال استضافته في برنامج سياسي خاص بث بشكل متزامن على القناتين الأولى والثانية، يوم الأربعاء الأخير، تقديم حصيلة أربع سنوات من العمل الحكومي، غير أن قراءة متأنية للخطاب كشفت، وفق متابعين، أن ما بدا عرضا للإنجازات لم يخلُ من مؤشرات ارتباك وحرج سياسي، ومحاولة مبكرة لضبط إيقاع الدخول السياسي قبل سنة انتخابية يُتوقع أن تكون معركة حاسمة.

اعتمد أخنوش بشكل كبير على لغة الأرقام، في محاولة لإقناع الرأي العام بإنجازات ملموسة في قطاعات حيوية، غير أن هذه الأرقام لم تكن دائما دقيقة، إذ شابها تضارب أربك المتابعين، فبعض المعطيات أُعيد ترديدها أكثر من مرة، بينما تسلل الغموض إلى أخرى، فعوض أن يضيف تكتيك الأرقام وزنا تقنيا للخطاب، كشف ضعف التحضير، وأفشل، حسب محللين، غاية تقديم نفسه كرجل المرحلة، وضامن لتماسك التحالف الثلاثي.

ومثالا لذلك، عرض رئيس الحكومة معطيات بدت غير مؤطرة بسياق واضح أو تفاصيل دقيقة، فقد تحدث عن استفادة 97% من المتقدمين بطلبات الدعم، من دون تحديد طبيعة هذا الدعم أو الفئات المستهدفة فعليا، كما أعلن عن تقليص العجز من 7.1% إلى 3.5%، من غير أن يوضح أثر ذلك على المديونية أو على القوة الشرائية للأسر، وفي ما يتعلق بالسكن، فأشار إلى استفادة 56 ألف شخص، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل بخصوص معايير الاختيار أو التوزيع الجغرافي، أرقام وُظفت في الخطاب الحكومي كدليل على التقدم، لكنها، في نظر مراقبين، تبقى أقرب إلى تبرير سياسي يفتقد إلى تقييم مستقل أو نقد ذاتي.

وفي الوقت ذاته، عكست منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل متباينة، بين انتقاد ارتباك الأرقام والسخرية من الوعود المتكررة، التي يرى البعض أنها تعكس فجوة متزايدة بين لغة الحكومة وتوقعات المواطنين، على سبيل المثال، كتب أحد المعلقين على منصة الفيسبوك: “حوار أخنوش جاء مملا وباردا، بلغة خشب وعموميات لا تقدم حصيلة واضحة”، بينما انتقد آخرون أسلوب الصحافيين في طرح الأسئلة، معتبرينه “مر مرور الكرام دون حوار جدي”.

وخلصت بعض القراءات إلى أن رئيس الحكومة لم ينجح في ترسيخ صورة مطمئنة أو قوية كما كان متوقعا، كاشفا عن هشاشة واضحة في استراتيجية التواصل الحكومي، وتجاذبات داخل التحالف الثلاثي أظهرت درجة متفاوتة من التصدع، مما يطرح علامات استفهام مبكرة حول قدرة أخنوش على استعادة ثقة المواطنين قبيل سنة انتخابية وشيكة يُرتقب أن تشهد أحداثا سياسية مشوقة.

Share This Article