اقتراب المؤتمر الوطني للحزب.. بوعلو: ما يجري داخل الاتحاد الاشتراكي لا يبشر بالخير ويفرض مراجعة عاجلة

marocain
3 Min Read

في وقت يترقب فيه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عقد مؤتمره الوطني الثاني عشر، المقرر أيام 17 و18 و19 أكتوبر المقبل، برزت رسالة مفتوحة من الكتابة الإقليمية للحزب بفرنسا موجّهة إلى الكاتب الأول إدريس لشكر، تعكس قلقاً واضحاً بشأن المسار التنظيمي والسياسي للاتحاد، وتدق ناقوس الخطر حول مستقبل الحزب في ظل ما تعتبره اختلالات داخلية و”إقصاءً ممنهجاً” لأصوات القواعد الاتحادية بالخارج.

الدكتور شكيب بوعلو، الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بفرنسا، أوضح أن الرسالة “ذات طابع استعجالي” وجاءت في سياق ما يشهده الحزب من تطورات داخلية “لا تبشر بالخير”، خاصة بعد ما رافق المؤتمرات الإقليمية الأخيرة في الناظور وبني ملال والشاون وفاس من ممارسات وصفها بـ”المقلقة”، إذ يرى أنها بعيدة عن شروط إفراز قيادات محلية حقيقية قادرة على الدفاع عن المشروع الاتحادي، والغاية، بحسب بوعلو، هي تقاسم مشاعر القلق مع جميع الاتحاديات والاتحاديين، ودعوة القيادة الحالية إلى مراجعة اختياراتها قبل الدخول في مرحلة سياسية دقيقة تسبق استحقاقات 2026.

وأكد بوعلو، في تصريح لـ”سفيركم”، أن الاتحاديين في فرنسا لم يطرقوا باب العلن إلا بعد انسداد القنوات الداخلية، قائلاً: “عملنا مراراً على تبليغ الملاحظات والتقارير المفصلة للكاتب الأول، سواء بخصوص الجامعة الصيفية أو الندوات الفكرية التي ننظمها، لكن دون أي تجاوب”. وهو ما دفعهم إلى توجيه رسالة مفتوحة “لضمان وصولها إلى من يعنيهم الأمر وتحريك النقاش بشكل جاد”.

ومن أبرز تجليات “التهميش” التي تثيرها الكتابة الإقليمية بفرنسا، غياب تمثيلها داخل المجلس الوطني منذ المؤتمر الحادي عشر، رغم مشاركتها في كل أشغال التحضير والتصويت آنذاك، واعتبر بوعلو أن ما حدث كان “إقصاءً متعمداً”، زاده خطورة “محاولة فرض منسقين غرباء عن الجسم الاتحادي بأوروبا، في خرق صريح للقوانين الداخلية”.

على المستوى الفكري، يرى بوعلو أن الاتحاد فقد الكثير من بريقه الإيديولوجي، فبينما مثّل المؤتمر الاستثنائي لعام 1975 محطة فارقة كرّست النهج الاشتراكي على أسس ديمقراطية وتقدمية، وأغنته قيادات فكرية وتاريخية أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعمر بنجلون ومحمد عابد الجابري وغيرهم، فإن ما يجري اليوم من ممارسات لبعض القادة يضع صورة الحزب “في قطيعة مع اختياراته الأصلية”، ثم إن مؤسسات فكرية مثل “مؤسسة المشروع”، التي كان من المفترض أن تطوّر الاجتهاد النظري، تم “إقبارها” منذ سنوات، ما أفقد الحزب أداة أساسية لتجديد أطروحته الفكرية.

Share This Article