في رسالة مفتوحة وُجّهت إلى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبّرت الكتابة الإقليمية بفرنسا عن غيرتها الصادقة على الحزب، مستحضرة مساره التاريخي ودوره في التحرير والديمقراطية والاشتراكية، مؤكدة أن المغرب في أمسّ الحاجة اليوم إلى قوة سياسية حقيقية تدافع عن هموم الشعب المغربي، خصوصا الفئات الشعبية المتضررة من سياسات الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، وتصون وحدة الوطن وتضمن العدالة الاجتماعية والبيئية للجميع.
وذكرت الرسالة، التي توصل “سفيركم” بنسخة منها، ببيان الكتابة الإقليمية الصادر في 17 يوليوز 2025، والذي عبّر عن القلق العميق من الوضع التنظيمي للحزب بفرنسا وجهة أوروبا، “فمنذ المؤتمر الوطني الحادي عشر (28 و29 يناير 2022)، ظلت التمثيلية في حالة تجميد داخل هياكل الحزب ومؤسساته التقريرية”، وهو ما اعتبرته الرسالة “وضعا غير مقبول سياسيًا وتنظيميًا، ألحق ضررًا بصورة الحزب لدى الجالية المغربية بالخارج، وقلّص من دورها التاريخي كرافعة فكرية وتنظيمية”.
وأشارت الرسالة إلى أنّ المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على القيادة الحزبية، وعلى الكاتب الأول بصفته المكلّف بتصحيح المسار وتدارك الأعطاب، إذ أن استمرار الوضع الحالي، بحسبها، يُضعف ثقة المناضلين ويعمّق شعورهم بالتهميش والإقصاء، في لحظة سياسية دقيقة تتطلب توحيد الصفوف بدل تفريقها.
وشدّدت الكتابة الإقليمية بفرنسا على أن المؤتمر الوطني الثاني عشر، المزمع عقده أيام 17 و18 و19 أكتوبر 2025، يجب أن يشكّل محطة مفصلية، لا مجرّد تجديد للهياكل أو لولاية الكاتب الأول، وطالبت بجعل المؤتمر مناسبة لإعادة الاعتبار للديمقراطية الداخلية، وتصحيح التجاوزات التنظيمية، وضمان مشاركة فعلية لكل الأقاليم والجهات، وفي مقدمتها فرنسا وأوروبا.
وفي السياق ذاته، حددت الكتابة الإقليمية عدداً من الاختلالات التي أنهكت الحزب، منها تهميش الطاقات والكفاءات واعتماد ممارسات إقصائية، تغليب المصالح الشخصية والانتفاعية بدل آليات الحكامة الجيدة، تغييب المؤتمرات الإقليمية كفضاءات ديمقراطية وتعويضها بالتعيينات، غياب النقاش الفكري والوضوح الإيديولوجي، وفقدان الثقة بين القيادة والقواعد.
الرسالة ذاتها ذكّرت بوصايا الفقيد عبد الرحمن اليوسفي، الذي دعا مرارًا إلى عدم ترك الحزب عرضة للتشرذم والضياع، معتبرة أن الاتحاد الاشتراكي يملك طاقات مخلصة قادرة على تجديده وتحصينه من المفسدين، بعيدًا عن أي نزعة للتمديد أو الالتفاف على روح الديمقراطية.
وختمت الرسالة بالتشديد على أن التاريخ لن يرحم الاتحاديين إن تركوا الحزب ينزلق نحو مزيد من الضعف والانقسام، داعية إلى جعل المؤتمر المقبل محطة للإنقاذ والتجديد، لا مناسبة إضافية للصراعات الداخلية. كما ثمنت المبادرات النضالية للشباب الاتحادي في فرنسا، معتبرة إياها رصيدًا أساسيًا لمستقبل الحزب وضمانة لاستمراريته.