أعلنت جبهة البوليساريو عبر “وكالة الأنباء الصحراوية” التابعة لها، تبنيها لهجوم قالت إنه استهدف، يوم أمس السبت، قاعدة دعم وإسناد تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية في قطاع الكلتة، وزعمت الجبهة في بيانها أن هذا الهجوم عرف تسجيل “خسائر مادية معتبرة”. ويأتي هذا التصعيد بعد قرار مجلس الأمن الأخير حول مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وأوضحت الوكالة التابعة لجبهة البوليساريو، أن وحدات من ما تسميه الجبهة بـ”جيش التحرير الشعبي الصحراوي” نفذت قصفا وصفته بـ”المركز” على قاعدة خلفية للدعم والإسناد تابعة للجيش الملكي المغربي في منطقة اشرك السدرة بقطاع الكلتة، مبرزة أن القصف وقع بالضبط في ظهر السبت 15 نونبر الجاري.
ووصفت ما تسميه الجبهة ب”وزارة الدفاع” هذا الهجوم أنه يأتي استمرارا لما وصفته بـ”العمليات العسكرية البطولية” ضد مواقع الجيش المغربي في الصحراء المغربية، معربة عن عزمها “مواصلة قصف مواقع عسكرية تابعة للقوات المغربية”.
ويرى مراقبون أن تنفيذ عمليات مسلحة، يمكن أن يعجل بتصنيف البوليساريو كحركة إرهابية، ويضعها في موقع مشابه لكيانات تعمل بمنطق الميليشيات، خاصة وأن هذا الهجوم يعكس نية الجبهة في تعطيل المسار التفاوضي في إطار مبادرة الحكم الذاتي المغربية، الذي دعا إليه مجلس الأمن بشكل واضح وصريح خلال قراره الأخير رقم 2797.
ويأتي هذا الهجوم بعد مرور حوالي أسبوعين على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي اعتمد مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس واقعي للتفاوض حول قضية الصحراء المغربية، الذي يحض الأطراف على الدخول في مفاوضات على هذا الأساس.
وتجدر الإشارة إلى أن القرار الأممي الأخير الذي وصف بـ”التاريخي”، كان قد حظي بتأييد ما مجموعه 11 دولة من أصل 15، فيما امتنعت روسيا والصين وباكستان عن التصويت، بينما لم تشارك الجزائر، باعتبارها الداعمة الأساسية لجبهة البوليساريو، في عملية التصويت.
وجدير بالذكر أيضا أن مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، كان قد أكد أن الرئيس دونالد ترامب يولي أهمية كبيرة لقضية الصحراء المغربية ويشدد على سيادة المغرب عليها، مبرزا “الوقت قد حان لإيجاد حل نهائي ودائم” لهذا النزاع، وأن واشنطن تعتزم افتتاح قنصلية في المنطقة.