“العدل والإحسان” تحيي الذكرى الثالثة عشرة لرحيل مؤسسها عبد السلام ياسين

marocain
4 Min Read

أحيت جماعة العدل والإحسان، يوم الأحد 14 دجنبر 2025 بمدينة سلا، الذكرى الثالثة عشرة لرحيل مؤسسها ومرشدها الراحل الشيخ عبد السلام ياسين، من خلال تنظيم ندوة فكرية خصصت لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية وانعكاساتها الإقليمية والدولية، بمشاركة عدد من المفكرين والباحثين والحقوقيين من مشارب فكرية وسياسية متعددة، غالبيتها من التيار اليساري.

وانطلقت الندوة التي حملت عنوان “طوفان الأقصى والخطر الصهيوني: التداعية الإقليمية والتحولات العالمية”، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة افتتاحية ألقاها عبد الواحد متوكل، رئيس الدائرة السياسية للجماعة، توقف فيها عند رمزية تخليد ذكرى الشيخ عبد السلام ياسين في سياق دولي وإقليمي يتسم بتحولات عميقة، وبعودة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.

وتزينت قاعة الندوة بأعلام فلسطين وصور الشيخ الراحل، فيما ارتدى عدد من الحاضرين الكوفية الفلسطينية، في تعبير رمزي عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يشهده قطاع غزة من حصار متواصل.

واعتبرت الجهة المنظمة أن العالم يعيش على وقع منعطف تاريخي حاسم، كشفت فيه أحداث غزة، خصوصا بعد عملية “طوفان الأقصى”، حقيقة المشروع الصهيوني باعتباره خطرا لا يهدد فلسطين وحدها، بل يمتد ليطال منظومة القيم الإنسانية والسلم العالمي.

وأكدت الجماعة في ندوتها أن هذه الأحداث أعادت إحياء الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، متجاوزة حدود الجغرافيا والانتماءات الدينية والثقافية، لتصبح عنوانا ليقظة الضمير الإنساني.

ووجه المتدخلون خلال الندوة، انتقادات حادة للدعم الغربي، خاصة الأمريكي، للكيان الصهيوني، معتبرين أن هذا الدعم أسهم في تغطية الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة المرتكبة في قطاع غزة، مقابل ما تم اعتباره “خدلانا وتواطؤا” من طرف عدد من الأنظمة العربية والإسلامية، لا سيما في ظل علاقات التطبيع المعلنة أو غير المعلنة.

كما توقفت الندوة عند موجات التضامن الشعبي الواسعة التي شهدتها مدن العالم، معتبرة إياها دليلا على حيوية الضمير الإنساني وقدرته على التمييز بين الجلاد والضحية، وعلى الانتصار للمظلومين بغض النظر عن اختلاف اللغات والثقافات والأديان.

كما أبرزت الندوة، التي تخللتها كلمة للمقاومة الفلسطينية والتي تلاها عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أسامة حمدان، (أبرزت) صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم الإمكانيات العسكرية والاستخباراتية الهائلة للجيش الإسرائيلي، والدعم الدولي الذي يحظى به، معتبرة هذا الصمود عاملا مركزيا في إعادة طرح أسئلة كبرى حول موازين القوة ومستقبل الصراع.

واستحضرت الندوة فكر الشيخ عبد السلام ياسين ومواقفه المبكرة من القضية الفلسطينية، حيث اعتبرها قضية مركزية للأمة، منبها إلى ماوصفه بخطر الصهيونية العالمية على الشعوب والدول، مؤكدا في الوقت ذاته أن فلسطين ليست مجرد قضية جغرافية بل امتحان أخلاقي وحضاري للإنسانية جمعاء.

وناقشت أشغال الندوة عددا من الإشكالات، من بينها التحولات الجيوسياسية التي أفرزتها أحداث غزة، وتأثير الإيديولوجية الصهيونية على منظومة القيم الإنسانية، ومستقبل القضية الفلسطينية بعد الحرب، وانعكاسات التطبيع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى سبل مواجهة “الخطر الصهيوني” وبناء أسس سلام عالمي عادل ومستدام.

وتوزعت المداخلات على خمسة محاور رئيسية، همت تحليل السياقات الجيوستراتيجية لمعركة “طوفان الأقصى”، وأثر الصهيونية على السلم العالمي، وسيناريوهات مستقبل القضية الفلسطينية، وتداعيات التطبيع، ثم واجهات العمل الممكنة لمواجهة التحديات المطروحة.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أن تخليد ذكرى الشيخ عبد السلام ياسين يأتي هذه السنة في سياق استثنائي، تتقاطع فيه أفكاره مع واقع دولي مضطرب، ما يجعل من القضية الفلسطينية، وفق تعبير المنظمين، “بوصلة أخلاقية” لاختبار صدقية القيم الإنسانية والمواثيق الدولية.

حمزة غطوس

Share This Article