أفاد الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، طه العربي، أن الهجمة التي نهجتها جريدة “لوموند”ضد المؤسسة الملكية نابعة من دعاية إعلامية تضليلية تقوم على نشر أخبار كاذبة بشأن مستقبل نظام الحكم بالمغرب، مؤكدا أن ما ورد في الصحيفة الفرنسية بعيد كل البعد عن الواقع.
وشدد العربي على أن المؤسسة الملكية في تواصلها مع الأمة، سواء عبر الخطب والرسائل الملكية أو من خلال الزيارات والتدشينات التي يقوم بها الملك محمد السادس، تتحرك في إطار ما هو منصوص عليه دستوريا، وتمارس صلاحياتها في بعدها الاستراتيجي، بعيدا عن منطق الظهور الإعلامي البروتوكولي الاستعراضي الذي ينهجه العديد من زعماء المنطقة.
وأكد المتحدث ذاته، في معرض حديثه عن العلاقات المغربية ـ الفرنسية، أن لتقارب في وجهات النظر بين البلدين لم يرق بعض الجهات داخل الدولة الفرنسية، خاصة مع الأسلوب الجديد الذي أصبح المغرب ينتهجه في تعامله مع شركائه التقليديين، مبرزا أن بعض الأطراف لازالت متشبثة بسياسة الولاء الاستعماري والتدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما سبق أن شدد عليه الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب لسنة 2021.
وأوضح العربي في تصريحه لجريدة “سفيركم” الالكترونية أن المغرب جعل من قضية الصحراء المغربية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية معيارا وحيدا في علاقاته الخارجية، وهو الأمر الذي لم يعجب بعض الأطراف التي سخرت الإعلام لتشويه صورة المغرب وعاهله، خصوصا بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء في يوليوز 2024.
وفي حديث السياق، بخصوص زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي للمغرب في أكتوبر 2024، أبرز العربي أن “مخرجات هذه الزيارة وما أسفرت عنه من اتفاقيات ثنائية استراتيجية، لم ترق بعض الدوائر الفرنسية الموالية للنظام الجزائري”، مشيرا إلى أن “فرنسا اضطرت إلى مسايرة مقاربة المغرب والقبول بشروطه في ملفات حساسة، وعلى رأسها ملف الصحراء”.
وقال العربي، إن الإعلان الثنائي المرتبط بـ الشراكة الاستثنائية بين المغرب وفرنسا، والذي وقعه الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي بقصر الملك، يعتبر بوصلة جديدة للعلاقات بين البلدين وميثاقا للتعامل المستقبلي، مبرزا أن هذا الإعلان جاء بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات بسبب تدخل فرنسا في الشؤون الداخلية للمغرب وموقفها المتذبذب من قضية الصحراء.
واعتبر العربي ، على أن بعض الأطراف في فرنسا لم يرقها هذا التحول، وخشيت على مصالحها الداخلية، خاصة وأن المغرب يشكل اليوم فضاء استثماريا مفتوحا أمام القوى الاقتصادية العالمية، ويلعب دورا محوريا داخل القارة الإفريقية التي كانت تعتبر تقليديا مجال نفوذ فرنسي.
وفي هذا الصدد، ختم العربي تصريحه بالتأكيد على أن المغرب دولة-أمة، لها هوية ثقافية ضاربة في التاريخ وتجربة سياسية راسخة تمتد لأزيد من 12 قرنا، وبالتالي لا يمكن أن تكون موضوعا لدعاية إعلامية ضيقة من أطراف معادية، مضيفا أن متانة العلاقة بين المؤسسة الملكية والأمة المغربية، إلى جانب وحدة الجبهة الداخلية والإجماع الشعبي حول العرش، تجعل من المستحيل أن تنجح أية وسيلة إعلامية معادية في زرع الفتنة بين الملك وشعبه.
دنيا بنلعم (صحفية متدربة)