قال عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب فدرالية اليسار الديمقراطي، إن المقاربة الأمنية المعتمدة في التعامل مع الاحتجاجات السلمية لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وتأجيج التوتر، وقد تدخل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار.
وأضاف العزيز في تصريح لـ”سفيركم” بأن الوضع الحالي يعكس بالفعل الدخول في منطق التوتر، مما يستدعي مراجعة سريعة للمقاربة السلطوية وفتح حوار جاد حول القضايا العادلة والملحة التي دفعت الشباب إلى الخروج إلى الشارع، وفي مقدمتها الإقرار بالحق في الاحتجاج السلمي.
وأشار العزيز إلى أن كل الرفاق الذين تم اعتقالهم يوم الجمعة الماضي جرى إطلاق سراحهم في الليلة نفسها، معبرا عن أمله في أن يكون جميع الشباب الذين اعتقلوا قد أفرج عنهم دون أي تمييز، حيث وضح أن الرفيق غسان بن وازي، عضو المجلس الوطني للحزب، قد أطلق سراحه بالرباط، بينما لا يزال الحزب في انتظار الإفراج عن باقي الرفاق والشباب المعتقلين.
وشدد الأمين العام للحزب على أن استمرار الاعتقالات سيدفع الحزب إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية المناسبة، مؤكدا في السياق نفسه أن خلية من محامي الحزب تتابع هذا الملف عن كثب.
وفي هذا الإطار، أكد العزيز في ختام تصريحه لـ “سفيركم” على أن الحزب يوجد حاليا في مرحلة الرصد والمتابعة لما يجري، مضيفا أن لحظة التحليل واتخاذ المواقف السياسية الضرورية ستأتي لاحقا من طرف الأجهزة التنفيذية والتقريرية للحزب، بما ينسجم مع مبادئه والتزامه بالدفاع عن حقوق المواطنين.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب فدرالية اليسار الديمقراطي، كان قد نشر تدوينة أكد فيها أن القمع وانتهاك الحقوق الدستورية في المغرب لم يتوقف، مشيرا إلى استمرار الدوس على الدستور والقوانين التي تكفل الحق في التعبير والاحتجاج السلمي.
وقال العزيز في تدوينة له على منصة “فيسبوك”، يستمر القمع والدوس على الدستور والقوانين التي تعطي الحق في التعبير والاحتجاج السلمي، عشرات الاعتقالات اليوم كالبارحة، وشباب وأطر ومناضلو حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي من ضمن المعتقلين.
وحسب ما ورد في تدوينة نفسها، أشار إلى أن الاعتقالات شملت عدة مدن، منها الدار البيضاء وسوق السبت والرباط، حيث تعرضت برلمانية الحزب للتعنيف أثناء مشاركتها في وقفات بساحة السراغنة.
وذكر العزيز أن هذه الممارسات تمثل خرقا صريحا للقوانين والحقوق الدستورية للمواطنين، حيث أنه من بين المعتقلين في الدار البيضاء عز الدين الطاوسي، عضو المجلس الوطني للحزب وعضو منظمة الشباب ومكتب درب السلطان، وفي سوق السبت شملت الاعتقالات المهدي، عضو المكتب الوطني لشبيبة الحزب سابقا، إضافة إلى المناضلين زندور محمد، أمين لحلو، السعدي نورالدين وعبد الواحد السعدي، أما في الرباط فقد تم اعتقال الرفيق غسان بن وزي، عضو المجلس الوطني للحزب والمكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بعد توقيفه أمس.
وشدد عبدالسلام العزيز في ختام تدوينته عبر صفحته، على التضامن الكامل مع جميع المعتقلين، مؤكدا على ضرورة احترام الحقوق الدستورية للمواطنين والحفاظ على حرية التعبير والاحتجاج السلمي.