ترأس نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، اجتماعا تنظيميا بمقر الحزب في الرباط، جمع مختلف تنظيماته وروابطه المهنية، وشكّل هذا الموعد التنظيمي مناسبة لتقييم الحصيلة المرحلية لبرنامج “2025 سنة التطوع”، واستشراف آفاقه المستقبلية في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يعيشها المغرب.
في كلمته الافتتاحية، أشاد بركة بالجهود التي بذلتها الروابط والتنظيمات الموازية للحزب، مبرزا أن برنامج “2025 سنة التطوع” ليس مجرد مبادرة مرحلية، بل ورش استراتيجي يروم تعزيز روح الانتماء الوطني، وتشجيع الشباب على الانخراط في مبادرات ذات بعد اجتماعي وتكويني، مؤكدا أن الغاية الأساسية للحزب هي المواطن وخدمته عبر برامج قريبة من انشغالاته اليومية، وليس الاكتفاء بالعمل السياسي التقليدي.
وفي هذا الصدد، دعا بركة إلى إبداع آليات جديدة داخل كل تنظيم، مع فتح الباب أمام المقترحات التي من شأنها إثراء المشروع، مشدداً على أن الهدف الأسمى يتمثل في جذب المزيد من الشباب، وتوسيع دائرة المستفيدين من الخدمات الاجتماعية والتكوينية التي يوفرها الحزب.
وتوقف الأمين العام لحزب الاستقلال عند مضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، والذي فتح الباب أمام إعداد الترسانة القانونية المتعلقة بالانتخابات، مشيرا إلى أن المغرب دخل رسميا أجواء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مؤكدا في هذا السياق أن المرحلة تتطلب درجة عالية من اليقظة، باعتبار أن أي مبادرة أو تصريح قد يُفهم على أنه حملة انتخابية سابقة لأوانها.
كما شدد بركة على أن الحزب يواجه، إلى جانب باقي الفاعلين، حرباً إعلامية وإلكترونية تقوم على الإشاعات ومحاولات تيئيس المواطن، داعياً أعضاء الحزب إلى تحمل المسؤولية في مواجهة هذه الحملات، عبر تعزيز التواصل الإيجابي وتفادي نشر المقالات أو التدوينات التي تسيء للحزب وتزيد من حدة الانقسامات الداخلية.
ولم يفت بركة التطرق إلى التحديات المرتبطة بالقضية الوطنية، مؤكداً أن المغرب مقبل على محطة مهمة في أكتوبر المقبل بخصوص ملف الصحراء المغربية، وهو ما يستوجب تعبئة شاملة، مشيرا إلى المستجدات التي يعرفها القطاع الفلاحي، خصوصاً بعد عملية إحصاء القطيع، معتبراً إياها فرصة لإرساء سياسات أكثر إنصافاً للفلاحين والكسابة الصغار.
وفي السياق ذاته، أكد على أهمية التعبئة لمواكبة الموسم الدراسي الجديد، عبر الشبيبة المدرسية، إلى جانب الدفع بإصلاح التعليم العالي باعتباره مدخلاً أساسياً لتأهيل الرأسمال البشري.
ومن بين المقترحات التي طرحها المسؤول السياسي، فكرة إحداث معهد وطني للتطوع يمكن من تنظيم هذه العملية بشكل مستدام، ومنح المتطوعين بطائق خاصة تعترف بمساهماتهم، مع التأكيد على أن العمل التطوعي لا ينبغي أن يظل عملاً حزبياً محضاً، بل مسؤولية مجتمعية تترجم قيم المواطنة الحقة.
واختتم نزار بركة مداخلته بالتأكيد على أن حزب الاستقلال يضع تقوية الجسم الحزبي الداخلي وتعزيز روابط الثقة بين أعضائه في صلب أولوياته، مذكراً بأن الانتخابات المقبلة ستكون “رقمية مائة بالمائة”، ما يفرض وعياً أكبر بمخاطر الإشاعة والتضليل، داعيا الجميع إلى الانخراط في التعبئة الجماعية بروح المسؤولية، خدمة للمواطن والوطن، وإسهاماً في معركة بناء مغرب قوي، متماسك ومحصن أمام التحديات.
ياسمين اشريف