الغاز يخذل الجزائر.. ݣنون: دبلوماسية الطاقة ورقة خاسرة والمغرب يسير وفق أجندة ثابتة

marocain
3 Min Read

وسط التنافس الإقليمي على أوراق القوة، تذهب بعض التأويلات إلى أن الجزائر تراهن على ثرواتها الطاقية باعتبارها مدخلا لإبراز حضورها الخارجي وتوسيع نفوذها، فهناك من يعتبر أن النفط والغاز لم يعودا مجرد موارد اقتصادية، بل تحولا إلى أدوات دبلوماسية توظَّف لبناء تحالفات وفتح قنوات تأثير جديدة.

ومن هذا المنطلق، يرى متابعون أن اللقاء الذي جمع وزير الطاقة والمناجم الجزائري، محمد عرقاب، بنائب رئيس شركة “هاليبرتون” لشمال إفريقيا، أحمد حلمي، لم يُنظر إليه كخطوة تقنية محضة لتعزيز التعاون مع “سوناطراك”، بل وُضع في سياق أوسع يُعتقد أن الجزائر تحاول من خلاله إعادة رسم موقعها في المنطقة عبر ما يُعرف بـ”دبلوماسية الطاقة”.

الحسين ݣنون، رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أكد هذا الطرح، حيث قال إن الاجتماع لم يكن مجرد تبادل اقتصادي، بل يعكس محاولة الجزائر المتكررة لاستعمال النفط والغاز كورقة ضغط في إفريقيا وأوروبا وأمريكا، بهدف تعزيز موقعها الإقليمي.

وأوضح ݣنون في حديث مع “سفيركم”، أن الواقع يُظهر محدودية هذه الاستراتيجية، فالجزائر، المحكومة بمؤسسات عسكرية، تعاني من هشاشة داخلية واضحة، سواء على مستوى الاقتصاد أو البنية الاجتماعية، كما يظهر في “طوابير الحليب” ومشاكل تنموية يصعب عدها، مبرزا أن محاولاتها استغلال الغاز لإضعاف موقف المغرب بشأن الحكم الذاتي فشلت، خصوصا بعد الحرب الروسيةالأوكرانية، وهو ما يؤكد أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع دولة قوية أو ناضجة دبلوماسيا.

في المقابل، أكد المتحدث نفسه أن المغرب يسير وفق أجندة ثابتة للتنمية المستدامة والبناء الوطني، مستفيدا من مشاريع بنية تحتية استراتيجية، مثل الطرق والسكك الحديدية وملاعب مونديال 2030 وموانئ طنجة، الداخلة والناظور، إضافة إلى الربط القاري مع إسبانيا والشراكات الدولية المتنوعة، فهذه المشاريع تؤكد قدرة المغرب على مواجهة التحديات بالنجاحات والتنمية بدل الانجرار للصراعات الإقليمية.

وفي السياق ذاته، قال ݣنون إن تصرفات الجزائر، التي تخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها للتسلح، أدت إلى عزلة دولية، وأضحت أضحوكة على المستوى الخارجي، بينما المغرب يركز على الحوار وفتح الحدود وبناء المغرب الكبير، معتمدا على الدين المشترك، اللغة، التاريخ والمصير المشترك كأساس للتنمية.

من هذا المنطلق، اعتبر ݣنون أن لقاء عرقاب وحلمي ليس مجرد حدث اقتصادي، بل مرآة لاستراتيجية الجزائر، وللمقارنة بين سياسات كل من الجزائر والمغرب، حيث يواصل المغرب بناء ذاته داخليا وتعزيز استقراره وأمنه وتنميته الشاملة بعقلانية وحكمة، ليكون قائدا شمال إفريقيا بجدارة واستحقاق.

ياسمين اشريف

Share This Article