بعدما تسبب في “سنة بيضاء” بكليات الطب بالمغرب.. الميراوي “يهرب” إلى فرنسا للتدريس

marocain
4 Min Read

بعدما تسبب في سنة جامعية عاصفة انتهت بسنة بيضاء في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، تحت مبرر محاربة هجرة الكفاءات، أطل وزير التعليم العالي السابق عبد اللطيف الميراوي، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، من مدرجات جامعة فرنسية، معلنا عن بداية موسم دراسي جديد بجامعة بلفور–مونبيليار للتكنولوجيا (UTBM).

واعتبر عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي أن تدوينة الميراوي تحيل على ما أسموه بـ”ازدواجية الخطاب”، حيث أن الوزير الذي لطالما أراد منع هجرة الكفاءات المغربية بالخارج من خلال قرارات تسببت في ما يعرف “بأزمة الطب”، غادر بلده للتدريس في فرنسا.

ونشر الميراوي في حسابه الرسمي على منصة “لينكد إن”، تدوينة مرفوقة بصوره في جامعة بلفور–مونبيليار مع تعليق يقول: “يمثل كل موسم دراسي جديد لحظة فريدة من نوعها؛ نلتقي فيها بوجوه جديدة، ونستقبل طاقات متجددة، والأهم من ذلك، أننا نحتضن أحلاما وطموحات كبيرة. إلى جميع الطلبة والطالبات الذين يبدأون (أو يواصلون) هذه المغامرة الجميلة: اغتنموا كل فرصة، وتجرؤوا على طرح الأسئلة، نمّوا فضولكم، واجعلوا من هذه السنوات تجربة فريدة تعبر عنكم”.

وواصل قائلا: ” لا تنسوا إيلاء أهمية قصوى للأنشطة الثقافية، الرياضية، والموسيقية… فهي التي ستصقل شخصياتكم. الجامعة هي ميدانكم للاستكشاف، وأنتم من سيكتب فصول قصصكم المستقبلية”.

كرونولوجيا أزمة طلبة الطب

وتعود أزمة طلبة الطب والصيدلة التي دامت لحوالي 11 شهرا، إلى دجنبر 2023 حين دخل الطلبة في إضراب وطني مفتوح لتنتهي الأزمة في نونبر 2024، بعد التوصل لاتفاق مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية بوساطة من مؤسسة وسيط المملكة.

وكان عبد اللطيف الميراوي قد كشف في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، في يونيو 2022 ، عن خطة لزيادة عدد الأطباء وتقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات، مبررا ذلك بأن المغرب لا يملك سوى 23 ألف طبيب، فيما يهاجر ما بين 10 و14 ألفا نحو أوروبا، وأن نصف خريجي كليات الطب يغادرون البلاد، مؤكدا أن الهدف هو الحد من نزيف الأدمغة وصيانة المال العام الذي يُصرف على تكوين الأطباء.

وكان قد أشار في ندوة صحفية مشتركة جمعته مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إلى أن تكوين الطبيب في المغرب يكلف الدولة ميزانية تبلغ حوالي مليون درهما (100 مليون سنتيم)، خلال السنوات الست أو السبع من التكوين.

وقوبلت هذه القرارات برفض واسع من الطلبة، الذين اعتبروا تقليص سنوات الدراسة مساس كبير بجودة التكوين ومستقبل المهنة، حيث أنه منذ أكتوبر 2023 بدأت الإضرابات والمقاطعات الشاملة للدروس والامتحانات، أعقبتها إنزالات وطنية كبرى في دجنبر ويناير وفبراير، بينما تمسكت وزارة الميراوي آنذاك بما وصفته “قرارا سياديا” ولوحت بعقوبات قاسية بينها “نقطة الصفر” لكل مقاطع.

وزاردت حدة التوتر بين الميراوي وطلبة الطب والصيدلة بعد حل مكاتب طلبة، وتوقيف الطلبة الناشطين في اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، وفي يوليوز فشلت آخر الوساطات رغم تدخل وسيط المملكة، وبقي 75% من الطلبة على موقفهم الرافض، حيث بقوا متمسكين بشعار “سنة بيضاء أرحم من مستقبل أسود”، معتبرين أن ضياع سنة دراسية من مسارهم يعد “جريمة” تستدعي محاسبة الوزير.

وأضعفت أزمة طلبة الطب والصيدلة موقع الميراوي داخل الحكومة، لينتهي الأمر بإبعاده في تعديل وزاري عيّن مكانه عبد الله ميداوي، يوم الأربعاء 23 شتنبر 2024.

Share This Article