صادق مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الثلاثاء، على تعيين ديوك بوكان الثالث سفيرا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة المغربية، خلفا لبونا بريسلو التي أنهت مهامها. ويُنتظر أن يضطلع الدبلوماسي الأمريكي بدور محوري في تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن خلال المرحلة المقبلة.
وُلد بوكان سنة 1963 بولاية كارولاينا الشمالية، ويُعد من الشخصيات ذات الخبرة المزدوجة في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي. فقد راكم مسارا مهنيا حافلا في عالم المال والأعمال قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسي، حيث عُرف بقدرته على الجمع بين الرؤية الاقتصادية والاستراتيجية السياسية.
وتولى بوكان سابقا منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسبانيا وأندورا بين 2017 و2021، وهي فترة شهدت نشاطاً ملحوظاً في العلاقات الأمريكية الأوروبية. ويُنظر إليه في الأوساط الدبلوماسية كشخصية قادرة على إدارة ملفات حساسة، خاصة في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لواشنطن.
خلال جلسة الاستماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، المنعقدة في 29 يوليوز الماضي، وصف بوكان المغرب بأنه “ركيزة للاستقرار” في المنطقة، مشيراً إلى موقعه الجغرافي الذي يجعله محورياً للأمن القومي الأمريكي. وأكد التزامه بتعزيز “العلاقات العريقة” بين البلدين، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة التحديات المشتركة.
كما أعرب عن رغبته في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، داعياً إلى تشجيع الاستثمارات الأمريكية في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والفلاحة والنقل بالمغرب، مشدداً على أن المملكة “شريك اقتصادي نموذجي” بفضل انفتاحها وإصلاحاتها الهيكلية.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، جدّد بوكان التأكيد على الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء، مبرزاً أن بلاده تعتبر المقترح المغربي للحكم الذاتي “جاداً وذا مصداقية وواقعياً”، وتشجع على إطلاق مفاوضات على هذا الأساس للتوصل إلى حل دائم للنزاع.
ويأتي تعيين بوكان في سياق يشهد دينامية متنامية في العلاقات المغربية الأمريكية، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الاستراتيجي، حيث تسعى واشنطن إلى توسيع حضورها في إفريقيا من خلال شراكتها التاريخية مع الرباط.
بهذا التعيين، يُتوقع أن يلعب السفير الجديد دوراً محورياً في ترسيخ التعاون الثنائي ومواكبة الاستثمارات الأمريكية، لا سيما في الأقاليم الجنوبية للمملكة التي تحظى باهتمام متزايد من طرف الإدارة الأمريكية.