قال محمد مهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، إن قضايا الشباب لم تكن يوما ثانوية أو بعيدة عن صلب النقاش الوطني، بل هي أساس الديمقراطية وشرط ضروري لأي مشروع مجتمعي متوازن، موضحا أن الحزب ينظر إلى أصوات الشباب في منصات التواصل الاجتماعي لا كتهديد، بل كنداء صادق من أجل الكرامة، مؤكدا أن المنظمة الشبابية مطالبة بالإنصات لهذه الأصوات والتفاعل معها بمسؤولية.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني لمنظمة الشبيبة لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتضنه المركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة، يومي 26 و27 شتنبر 2025، تحت شعار “شباب يقود، أمل يعود”، وسط حضور وازن لقيادات الحزب وأعضاء مكتبه السياسي وضيوف من داخل المغرب وخارجه.
وأضاف بنسعيد أن المؤتمر لا يجب أن يُختزل في محطة تنظيمية داخلية، بل هو رسالة سياسية تحمل أفقاً جديداً قوامه تحويل الإحباط واليأس إلى طاقة عمل وأمل، وبناء حزب قريب من الناس وصادق في خطابه.
وأكد أن رهانات المرحلة أكبر وأعمق من الصراعات الجانبية، وأن جوهر العمل الحزبي يكمن في الدفاع عن قضايا التشغيل والصحة والكرامة، معتبراً أن التنظيم وسيلة وليست غاية، وأن الهدف الأسمى هو حماية مصالح جيل كامل من الشباب.
من جانبها، أعادت نجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني للحزب، التذكير بأن ميلاد منظمة الشبيبة كان محاطاً بالكثير من الصعوبات ومحاولات التشكيك، غير أن إصرار الشباب ودعم قيادة الحزب، وعلى رأسها المنسقة الوطنية فاطمة الزهراء المنصوري، جعلا المنظمة تثبت وجودها وتصمد أمام التحديات.
وأشارت كوكوس إلى أن الشباب المغربي يعيش واقعاً مركباً يتأرجح بين تهميش مستمر وفرص جديدة، مستشهدة بمبادرات وطنية مثل “جواز الشباب” الذي مكّن فئة واسعة من الاستفادة من خدمات التنقل والثقافة والترفيه، معتبرة أن ذلك دليل على أن المشاركة السياسية يمكن أن تفتح آفاقاً ملموسة أمام الجيل الجديد.
وشددت على أن النضال داخل الأحزاب يظل الخيار الاستراتيجي الأمثل، لأنها الفضاء الأول لصناعة القرار، معتبرة أن الشباب لا يجب أن يبقى في الهامش، بل عليه أن يكون في صلب القرار السياسي، لإعطاء المشهد الديمقراطي نفساً جديداً.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن السياسة ليست امتيازات شخصية، بل مسؤولية جماعية لخدمة الوطن، معربة عن إيمانها بقدرة القيادة الجديدة على رفع التحديات المقبلة.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية كلمة باسم السفارة الفلسطينية في المغرب، أكد خلالها محمد منتصر تقدير الشعب الفلسطيني لمواقف المغرب الثابتة، ملكاً وحكومةً وشعباً وأحزاباً، في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى دعمه اللامشروط للقضية الفلسطينية، مشدداً على تصدره طليعة الداعمين.
وبعد الجلسة الافتتاحية، انطلقت الجلسات المغلقة لمناقشة برامج المنظمة الداخلية، على أن يفتتح النقاش يوم السبت بعد انتخاب القيادة الجديدة.