بنعبد الله يصف حكومة أخنوش بـ”الصمّاء” ويستعرض بديله “الديمقراطي التقدمي”

marocain
3 Min Read

في لحظة سياسية مشحونة بالاحتقان الاجتماعي وتزايد موجات الاحتجاج السلمي في الشارع المغربي، اختار حزب التقدم والاشتراكية أن يعلن من مقره المركزي بالرباط، اليوم السبت 4 شتنبر 2025، عن “ساعة البديل الديمقراطي التقدمي”، كرسالة سياسية مباشرة إلى الحكومة، ودعوة مفتوحة إلى الحوار الوطني مع الجيل الجديد من المغاربة الذين يعبّرون عن رفضهم بصمت واع وغضب منظم.

في افتتاح الجامعة السنوية للحزب، قال الأمين العام، محمد نبيل بنعبد الله إن “البلاد في أمسّ الحاجة إلى هذا البديل”، مؤكدا أن “الاحتجاجات الشبابية السلمية تعبّر عن وعي جديد يستحق الإصغاء لا الإدانة”، وأن المغرب يعيش “تحولا مجتمعيا عميقا يستدعي من الطبقة السياسية أن تتواضع وتراجع ذاتها، بدل التمترس خلف الخطابات الجاهزة”.

ولم يكتف بنعبد الله بدور المتفرج أو المساند الرمزي للمطالب الاجتماعية، بل وجّه نقدا حادا للحكومة الحالية، معتبرا إياها “فاشلة وصمّاء”، لأنها، حسب تعبيره، “لا تستمع، ولا تملك الجرأة لتفسير ما تعتبره إنجازات، وتكتفي بترديد شعارات من قبيل الدولة الاجتماعية دون أي تجسيد فعلي على الأرض”.

وتوقف عند ما أسماه “الهوة الخطيرة بين الوعود والواقع”، قائلا:”منذ التصويت على النموذج التنموي الجديد، لم نر سوى تراجع في الالتزام بأهدافه، لأن الحكومة لم تقتنع به أصلا، ولم تكن لديها الإرادة لمحاربة الريع والرشوة وتضارب المصالح”.

وفي انتقاد لاذع للسياسات الحكومية في المجال الإعلامي، حذّر الأمين العام من مشروع قانون 26.25 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، واصفا إياه ب”الرجعي والخطير”، هدفه السيطرة على الفضاء الإعلامي بدل تطويره، مذكّرا بأن المغرب لم يشهد مثل هذه “الردة الديمقراطية” حتى خلال حكومات التناوب التي كانت، على حد قوله، أكثر جرأة وانفتاحا، وأضاف أن “حرية الصحافة ليست ترفا سياسيا، بل ضمانة لأي انتقال ديمقراطي حقيقي، وأي مساس بها هو نكسة للحريات وللدولة نفسها.

بنعبد الله شدد في كلمته على أن “البديل الديمقراطي التقدمي” ليس مشروع حزب يساري فقط، بل هو “ضرورة وطنية لإنقاذ المسار السياسي من الفراغ والتصلب”، وأقر بأن حزبه نفسه “عليه أن يعترف بنقائصه ويجدد خطابه وأدواته حتى يكون قريبا من نبض الشارع”، مشيرا إلى أن “الرهان اليوم هو إعادة الثقة بين المواطن والسياسة، لأن الثقة هي أساس أي إصلاح”.

وفي نبرة تجمع بين الواقعية والتحذير، دعا بنعبد الله إلى “فتح قنوات حوار جاد مع الشباب”، معتبرا أن الشباب الذين يحتجون اليوم في الشوارع لا يبحثون عن فوضى، بل عن كرامة، عن تعليم جيد، وصحة في المتناول، وعدالة اجتماعية يشعر بها الجميع،وأكد أن “على من بيدهم القرار أن يتحلوا بالتواضع، وأن يمتلكوا الشجاعة للاعتراف بالأخطاء، لأن من لا يستطيع الفصل بين المال والسلطة، لا يمكنه أن يدبر الشأن العام بنزاهة”.

واختتم الأمين العام للتقدم والاشتراكية كلمته بدعوة صريحة إلى التغيير، قائلا: “البديل قادم لا محالة، لأنه وليد الحاجة والوعي المجتمعي، وليس نتاج حسابات انتخابية ضيقة”، وأضاف: “نحن أمام لحظة فارقة، فإما أن نستجيب لصوت الشعب ونعيد الأمل في السياسة، أو نستمر في إنتاج نفس العجز واللامبالاة حتى تنفجر الأسئلة من جديد في الشارع”

Share This Article