اتهمت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالقنيطرة، منظمي “مهرجان القنيطرة“، بتبديد المال العام، معبرة عن استغرابها للطريقة التي نُظّم بها المهرجان، حيث بلغت ميزانيته المالية ما يزيد عن مليار سنتيم نصفها من المال العام، والنصف الآخر جرى توفيره عبر الضغط على مؤسسات عمومية وخاصة وإلزامها بالمساهمة حسب مجموعة من الإفادات.
وأفادت كتابة “البيجيدي” بإقليم القنيطرة، أن هذه المبالغ كان من الأحرى توجيهها لتلبية أولويات الساكنة في مجالات أساسية كالبنية التحتية، والطرقات، والإنارة العمومية، والنظافة والنقل المدرسي، مسجلة أن المهرجان لم يحقق أي صدى إيجابي أو قبول شعبي.
وتابعت أن منظميه لجؤوا للنفخ في أعداد الحضور لتسويق صورة زائفة عن “النجاح”، في حين ظل برنامجه بعيدا عن الثقافة والفن الراقي، موردة أن بعض فقراته قد طغت عليها الميوعة والدعوة الصريحة إلى سلوكات منحرفة، تجلت أساسا في مشاركة الذي يحلو له أن ينعت بـ”الصلݣوط”، في إشارة لطوطو.
الكتابة الإقليمية عبرت عن امتعاضها من مكافأة “طوطو” بعشرات الملايين مقابل ماسمته ب”الفتات”، الذي وزّع على سربات التبوريدة، بحيث أعطيت كل سربة متكونة من 15 إلى 30 فارسا، قنطارين من الشعير، و10 “بالات” تبن للخيل، و10 كلغ من اللحم للفرسان، متسائلة في بلاغها “أليس هذا يعتبر إهانة للثقافة المحلية والتراث الوطني وتشجيعًا لدعاة الانحلال الأخلاقي والكلام الساقط واستهلاك المخدرات؟”
وأكدت الكتابة الإقليمية في هذا السياق، أنها ليست ضد الفن ولا ضد تنظيم المهرجانات، بل على العكس من ذلك “تدعم الفن الراقي والثقافة المسؤولة الهادفة، وتعتبرهما رافعتين أساسيتين للنهوض بالمجتمع، شريطة ترتيب الأولويات واحترام هوية المغاربة المبنية على قيم الاستقامة والأخلاق، وأن يخدما التنمية المحلية ويساهما في إحياء التراث المغربي الأصيل”.
وأضافت أنها تسعى لدعم المهرجانات التي تحافظ على الهوية الوطنية وتستجيب لانتظارات الساكنة، مشيرة لمهرجانات الفروسية التقليدية (التبوريدة)، وفن “الهيت الغرباوي”، وغيرها من الفنون الأصيلة التي تعكس هوية المنطقة وتلقى ترحيبًا واسعًا من طرف المواطنين.