في رسالة مفتوحة إلى التحالف الحكومي، عبّر محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عن مخاوفه “العميقة” من سياسات الحكومة، مستحضرا ما وصفه بـ”الأرزاق بيد الله والأسعار بيد الحكومة”، وقد جاءت الرسالة كردّ صريح على ما أسماه أوزين بـ”الارتباك الحكومي”، وعدم قدرة الحكومة على مواجهة مشكلات المواطنين اليومية.
وأكد أوزين، في رسالته التي توصل “سفيركم” بنسخة منها، أنها ليست مجرد نص مفتوح، بل “قلب مفتوح” يبوح بما يسكنه من خوف على وطنه، مستذكرا القيم التي تركها الأجداد: الكرامة، النخوة، والانتماء، وتساءل عن مدى قدرة الحكومة على الوفاء بالإرث والأمانة الموكلة إليها، محذرا من أن المسؤولية عن تدبير الشأن العام “أمانة يحاسب عليها المسؤولون في الدنيا والآخرة”.
وأوضح أن الانسجام الحكومي المزعوم ليس سوى “خصام وارتباك”، مؤكدا أن الانسجام الحقيقي يجب أن يكون مع الشعب وطموحاته، وأضاف أن التعاقد الحقيقي هو مع “قرابة الثلاثين مليون مواطن منهك”، وليس بين مكونات الحكومة الثلاثة، مشيرا إلى أن السياسات “الارتجالية” أضرت بقدرة المواطنين على العيش الكريم، وعمّقت جراحهم بدل تخفيفها.
واسترسل أوزين في توضيح أن الأرقام والميزانيات والوعود الانتخابية “لم تحسن” وضعية المواطنين، بل زادت تدهورها، واصفا حكومة “الكفاءات” بأنها في الواقع “حكومة المكافآت” حيث أشار إلى فشل السياسات الحكومية في مجالات متعددة مثل التعليم، الصحة، والخدمات الأساسية، مستعرضا أمثلة عدة من مناطق مختلفة تعاني من نقص في البنية التحتية والخدمات الصحية، مثل الفنيدق، أيت بوكماز، مݣونة، فكيك، وأكادير.
وقال أوزين إن الإجراءات الحكومية الجديدة، مثل إحداث لجان ميدانية محلية وزيارات وزارية، لم تحل جذور المشكلات، بل ضاعفت من معاناة المواطنين، مؤكدا أن الحل الحقيقي لا يتم بنقل الأطفال إلى المستشفيات المركزية، بل بتطوير البنية الصحية في جميع الأقاليم، وانتقد استمرار الحكومة في “سياسة النعامة”، بالتهرب من الاعتراف بالأخطاء، مستشهدا بمقولة فولتير: “من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومة على خطأ”.
وخلص أوزين إلى أن فشل الحكومة لا يقلّ خطرا عن الجريمة المنظمة، مشددا على ضرورة الاعتراف بالقصور وتحمل المسؤولية، ومعتبرا أن استمرار الفشل مع إنكار الأخطاء يعمّق أزمة الثقة بين المواطنين والحكومة، لافتا، في الآن ذاته، إلى أن الوقت قد حان لإغلاق هذه المرحلة السياسية، وبناء أفق جديد يتوج بحكومة تليق بمستقبل المغرب بقيادة ملكية حكيمة وشعب وفي وصبور.