خبير لـ”سفيركم”: المغرب يجمع بين تحديث جيشه وبناء صناعة عسكرية ناشئة

marocain
3 Min Read

أفاد الخبير الإستراتيجي في الشؤون السياسية والعسكرية هشام معتضد في تصريح خص به منبر “سفيركم” الالكتروني أن المغرب اعتمد منذ عقدين إستراتيجية مزدوجة تقوم على تحديث جيشه وتطوير صناعة عسكرية ناشئة، وفي الوقت ذاته الانخراط في شراكات أمنية متعددة الأطراف.

وأوضح معتضد أن هذا التوجه “يعكس وعيا بأن الدفاع الوطني لا يمكن أن يقوم على شراء الأسلحة فقط، بل يحتاج إلى دمج التكنولوجيا والمعرفة العسكرية في منظومة وطنية مستدامة”.

وقال معتضد إن التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة وأوروبا يترجم سياسة براغماتية، حيث يربط المغرب حاجته إلى التكنولوجيا المتقدمة بالاندماج في شبكات أمنية غربية، مؤكدا أن المملكة تحافظ في الوقت ذاته على استقلالية قرارها الإستراتيجي بما يتلاءم مع أولوياتها الجيوسياسية.

وفي ما يتعلق بالتهديدات غير المتماثلة، شدد الخبير الإستراتيجي على أن المغرب وسع مقاربته الدفاعية لتشمل الأمن السيبراني، الرصد الفضائي، وأنظمة المراقبة المتقدمة، إلى جانب الاستثمار في الطائرات المسيرة والقدرات الاستخباراتية.

وأضاف معتضد أن المملكة “تدمج أيضا أدوات القوة الناعمة الأمنية من خلال البرامج الوقائية ضد التطرف والتعاون مع المجتمعات المحلية”.

وبخصوص التعاون الأمني الإقليمي، أبرز معتضد أن المغرب يطرح نفسه كحلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا، مبرزا أن “المملكة تسعى إلى بناء مظلة أمنية مغاربية أطلسية عبر شراكاتها مع الاتحاد الأوروبي وحوارها مع الناتو”، ما يعزز مكانتها كفاعل رئيسي في الاستقرار الإقليمي.

وفي قراءته للتحولات في منطقة الساحل، أكد أن أي اضطراب هناك ينعكس مباشرة على شمال إفريقيا، مبرزا أن المغرب يعتمد مزيجا من الدبلوماسية الأمنية وبناء الشراكات الدفاعية الثنائية مع دول المنطقة، مما يمنحه موقعا تفاوضيا أفضل مع القوى الكبرى.

أما في ما يخص المشاركة المغربية في عمليات حفظ السلام، فأردف المتحدث ذاته أن هذه المساهمات تمنح المغرب صورة قوة مسؤولة وفاعلة، حيث تصدر المملكة خبراتها في محاربة الإرهاب والتطرف إلى شركائها في إفريقيا وأوروبا، وتعزز في الوقت ذاته حضورها الدبلوماسي في المحافل الدولية.

وختم الخبير الإستراتيجي في تصريحه لـ موقع “سفيركم” الالكتروني بالتأكيد على أن المغرب يشكل نموذجا نادرا في المنطقة العربية من خلال التوازن بين تحديث المؤسسة الدفاعية والانخراط في دبلوماسية وقائية نشطة، معتبرا أن هذا المسار يستحق أن يدرس كتجربة فريدة في معاهد الاستراتيجية.

Share This Article