رحيل أسيدون.. يهودي مغربي حارب الصـ.هيـ.ونية إلى آخر رمق

marocain
2 Min Read

ولد سيون أسيدون في 6 ماي 1948 بمدينة أكادير، وكان، قبل وفاته اليوم الجمعة، واحد من أبرز الوجوه اليسارية والحقوقية في المغرب الحديث.

ولد لأسرة يهودية مغربية تنحدر من مدينة آسفي، واختارت البقاء في المغرب رغم موجة الهجرة التي شملت آلاف اليهود المغاربة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نحو إسرائيل وأوروبا.

نجا أسيدون في طفولته من زلزال أكادير عام 1960، وانتقلت أسرته بعدها إلى الدار البيضاء، حيث تابع دراسته بثانوية “ليوطي” الفرنسية، قبل أن يسافر إلى باريس سنة 1966 لمتابعة دراسته في الرياضيات.

هناك عاش أجواء الحراك الطلابي والثوري في فرنسا سنة 1968، فتأثر بالأفكار اليسارية التحررية، ليعود إلى المغرب نهاية السنة نفسها وينخرط في العمل السياسي والنقابي.

كان من مؤسسي اليسار الجديد بالمغرب، وساهم في تأسيس منظمة “23 مارس” سنة 1970، التي نادت بإصلاحات سياسية واجتماعية عميقة وبالعدالة والمساواة. وفي 23 فبراير 1972، اعتقل سيون أسيدون بتهمة “التآمر لقلب النظام”، وقضى أكثر من 12 سنة في السجون المغربية، بينها فترات من العزلة والتعذيب. خلال اعتقاله واصل دراسته، فحصل على إجازتين في الرياضيات والاقتصاد، وخرج من السجن سنة 1984 بموجب عفو ملكي.

بعد الإفراج عنه، استأنف حياته المهنية كمقاول في مجال المعلوميات، لكنه ظل مناضلا ملتزما بقضايا الحرية والعدالة. كان من مؤسسي منظمة ترانسبرانسي المغرب لمحاربة الفساد، كما أصبح من أبرز الداعمين لحركة المقاطعة العالمية لإسرائيل (BDS)، وداعية صلباً لمناهضة التطبيع في المغرب والعالم العربي.

ظل أسيدون يرى، حتى هو في فراش الموت، أن الصهيونية ليست امتدادا لليهودية بل حركة استعمارية عنصرية، ويفصل تماما بين الدين اليهودي والاحتلال الإسرائيلي.
عرف عنه ظهوره البسيط في المسيرات بقبعته المغربية وكوفيته الفلسطينية، مشاركا في كل الوقفات المنددة بالعدوان على غزة، مؤمنا بأن المقاطعة الاقتصادية والثقافية لإسرائيل “وسيلة قوية في يد الشعوب لتغيير موازين القوة”.

يعتبر سيون أسيدون نموذجا فريدا في المشهد المغربي والعربي: يهودي الهوية، مغربي الانتماء، وإنساني القيم، وهب حياته للنضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان، وفي القلب من ذلك القضية الفلسطينية التي ظل يعتبرها “قضية كل أحرار العالم”.

Share This Article