أفاد سالم عبد الفتاح، أن رفض جبهة البوليساريو الانخراط في العملية التفاوضية سيعزلها دبلوماسيا، وأن التطورات الإقليمية والدولية، ولا سيما النقاش المتصاعد في واشنطن حول إدراج الجبهة في قائمة التنظيمات الإرهابية، تنذر بتحول مهم قد يجعلها كيانا ملاحقا دوليا، في ظل تورطها في أنشطة إجرامية تمس بالمدنيين وتستهدف الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.
وأوضح عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح خاص لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن رفض البوليساريو المشاركة في المفاوضات السياسية سيقوض مكانتها كطرف في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، كما سيعزلها ديبلوماسيا سواء في علاقتها مع مجلس الأمن أو مع مختلف القوى الدولية الوازنة، خاصة التي أيدت القرار أو دعمت المبادرة المغربية للحكم الذاتي والتي باتت تناهز 120 دولة.
وأضاف أن النقاش الدائر داخل الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص تصنيف البوليساريو كتتظيم إرهابي في ظل الخطاب المتصاعد حول الأمن في شمال إفريقيا، يستند إلى معطيات تورطها في تهديد الأمن الإقليمي بشمال إفريقيا، من خلال ارتباطها بجماعات متطرفة تنشط في منطقة الساحل، وتورطها في أنشطة غير قانونية من قبيل الاتجار بالمخدرات والسلاح وتهريب البشر، فضلا عن سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين في تندوف.
وأضاف عبد الفتاح أن التحولات الدولية الراهنة قد تعصف بصورة البوليساريو نهائيا، إذا ما تم توثيق ملفات اتهام حقيقية ضدها تتعلق بالتمويل أو الاعتداءات أو التعاون مع تنظيمات إرهابية، مشيرا إلى أن ذلك سيجعلها عرضة للملاحقة القانونية الدولية، بما في ذلك مصادرة الأصول وتجميد الحسابات البنكية، وهو ما سيضع البلد المستضيف للجبهة في موقف محرج ويدينه أمام المجتمع الدولي.
وشدد المتحدث على أن التحدي الأكبر أمام المغرب اليوم يتمثل في توظيف الأدلة القانونية والموثقة لإبراز تورط البوليساريو في أعمال تهدد السلم، مؤكدا أن الأقصاف العشوائية التي تستهدف المدنيين، وعمليات الاختطاف والنهب، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الجبهة، تندرج كلها ضمن الأعمال الإرهابية وفق القانون الدولي الإنساني، ما من شأنه أن يدينها في المحافل الدولية.
وختم عبد الفتاح تصريحه بالتأكيد على ضرورة الاستمرار في الضغط على جبهة البوليساريو الوهمية لإجبارها على تقديم رؤى تفاوضية واقعية، مشيرا إلى أن استمرارها في التصعيد العبثي لن يؤدي إلا إلى تفاقم عزلتها الدولية، لا سيما في ظرفية تعيش فيها الجبهة حالة من التآكل والانهيار الداخلي نتيجة فشلها في تحقيق أي مكسب منذ سنوات.