بعد أن أثارت إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية، للمرة الرابعة، نوعا من الجدل في أوساط المهتمين بالشأن السياسي الذين اعتبروا أن الأمر يتنافى مع تجديد النخب وضخ دماء جديدة، يتجه بدوره الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر نحو الولاية الرابعة على التوالي.
محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية، أكد على ضرورة التمييز بين الظروف والسياق الذي دفع ببنكيران إلى الولاية الرابعة، وبين السياق الذي يمكن أن يدفع مناضلي حزب “الوردة” إلى تجديد الثقة في ادريس لشكر.
وتابع في تصريح لمنبر “سفيركم”، أن قدوم لشكر للكتابة الأولى للحزب كان بمثابة بداية لمرحلة جديدة في مسار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، موردا أن قدرته على التحكم في أجهزة الحزب على المستوى الترابي والمركزي جعل من الصعب الحديث الآن عن الفصل بين الحزب وكاتبه الأول.
وأضاف أن مستقبل الحزب بدون لشكر سيكون صعبا، “وذلك من منطلق أن الحزب هو في الأصل فكرة، لكن هذه الفكرة لم يتم تجديدها، وتقديم بدائل أخرى لأرضية سياسية مختلفة” وِفقا لتعبير المتحدث، موضحا “الكل مرتبط اليوم بالهياكل والتنظيمات وليس بفكرة يدور حولها النقاش ويتم الاختلاف والتنازع حولها كما كان الأمر قبل وصول لشكر للكتابة الأولى”.
بوخبزة استرسل بأنه في السابق كنا على الأقل نسمع بأوراق تصاغ من قبل تيارات مختلفة داخل الحزب، تقدم نفسها وتتنافس فيما بينها على قيادة حزب بوعبيد واليوسفي.
وارتباطا بالمؤتمر الاتحادي القادم والمرتقب عقد شهر أكتوبر المقبل، أفاد المتحدث أن المؤتمر كان دائما بمثابة لحظة سياسية للنقاش السياسي في مستويات عالية جدا وبالتالي كانت هذه اللحظة تحظى بمتابعة كبيرة جدا، مضيفا “أما الان فأصبح مؤتمر الحزب، لحظة سياسية عادية لا تختلف عن باقي اللحظات السياسية وعن باقي المؤتمرات الحزبية، حتى تلك التي تعقدها الأحزاب التي كان يصفها الاتحاديون بالإدارية”.
وخلص أستاذ العلوم السياسة إلى أن انتداب نفس الوجوه للمؤتمر الوطني، يعطي صورة سلبية عن الديمقراطية الداخلية للحزب، مؤكدا أن “استدامة” الكاتب الأول لفترة طويلة على رأس الحزب دون أن يكون ذلك مبنيا على رؤية جديدة يغيب التميز الذي طبع نشأة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.