انعقد يوم الأحد 14 شتنبر 2025 بمدينة الدار البيضاء لقاء دولي تحت عنوان “Ambition 28″، يسلط الضوء على مناقشة آليات تعبئة الموارد وتمويل الخطة الوطنية للتنمية 2024-2028 لجمهورية إفريقيا الوسطى، وذلك في إطار مائدة مستديرة جمعت مسؤولين وخبراء وشركاء دوليين وإقليميين.
وفي هذا السياق، أكدت نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، في كلمتها الافتتاحية أن اختيار مدينة الدار البيضاء لاحتضان هذا الحدث يحمل “رمزية قوية”، بالنظر إلى مكانتها في تاريخ تحرر الشعوب الإفريقية، فضلا عن كونها نموذجا حيا لدينامية التنمية وتجسيدا لمسار بروز القارة الإفريقية.
وشددت الوزيرة في مداخلتها، على أن الملك محمد السادس، ومنذ اعتلائه العرش في 30 يوليوز 1999، ما فتئ يدافع عن القارة الإفريقية، ويعمل من أجل استقرارها وبنائها الحديث، لتكون قارة منفتحة ومزدهرة، واثقة في إمكانياتها وقادرة على رسم مستقبلها.
وأبرزت العلوي أن المملكة المغربية تظل وفية لهذا التوجه الملكي، مؤكدة استمرار المغرب في الوقوف إلى جانب الدول الإفريقية الشقيقة من أجل تحقيق تنمية بشرية ومستدامة، مشيرة إلى أن هذا الحدث يشكل مناسبة لتقديم التهاني للسلطات في إفريقيا الوسطى على الجهود المبذولة، وتوجيه الشكر للشركاء الدوليين والإقليميين على التزامهم الفعال.
وأوضحت الوزيرة أن جمهورية إفريقيا الوسطى، بفضل قيادة رئيسها فوستان أرشانج تواديرا، تمكنت من تحقيق الاستقرار السياسي، وإطلاق إصلاحات اقتصادية، ورسم رؤية واضحة للمستقبل، مبرزة أن الخطة الوطنية للتنمية 2024-2028 تجسد هذا الطموح، من خلال أهدافها الرامية إلى تعزيز الحكامة، وتنويع الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق نمو شامل ومستدام.
علاوة على ذلك، نبهت فتاح العلوي إلى أن نجاح هذه الخطة يتطلب جهدا جماعيا من مختلف الشركاء الثنائيين ومتعددي الأطراف، إضافة إلى القطاع الخاص، مؤكدة أن المغرب، تحت الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، يستجيب لنداء التعاون الأخوي مع إفريقيا الوسطى، من خلال وضع خبراته في مجالات الإصلاح الاقتصادي، والبنيات التحتية، والتكوين، وتعبئة الاستثمارات، رهن إشارتها.
و ذكرت الوزيرة أن عدد الطلبة المنحدرين من إفريقيا الوسطى المستفيدين من المنح الدراسية في المغرب تجاوز ألف طالب، من بينهم أكثر من 500 يواصلون دراستهم الجامعية حاليا، و250 التحقوا ببرامج التكوين المهني، معتبرة أن ذلك “رافد أساسي لمستقبل البلاد”.
وفي هذا الصدد، اختتمت الوزيرة مداخلتها بالتشديد على أن نجاح الخطة الوطنية للتنمية يتطلب مزيجامتوازنا من التمويل العمومي والخاص والآليات المبتكرة، مؤكدة أن المغرب يؤمن بأن الاندماج الإقليمي، والتعاون جنوب جنوب، والابتكار المالي، هي مفاتيح أساسية لتحرير الطاقات الإفريقية، مبرزة أن المملكة عازمة على مواصلة دورها كشريك براغماتي وفعال لتحقيق نتائج ملموسة تخدم شعوب القارة.