تقدمت فعاليات فكرية وجامعية وحقوقية إفريقية وفرنسية برسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة بخصوص مغربية الصحراء والحاجة إلى طي هذا الملف لمافيه خير لإفريقيا وأوروبا.
وقدم مرسلو الرسالة أنفسهم بصفتهم ملتمسين أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، اختاروا توحيد توقيعاتهم في خطوة رمزية تعبّر عن موقف مشترك، قائلين “نحن نمثّل خطا جيوسياسيا جنوب–شمال، يمتد من الكاميرون والسنغال ورواندا ومالي إلى فرنسا، حول قضية الصحراء الغربية التي نؤكد – بكل وضوح – أنها “صحراء مغربية”.
الفعاليات الإفريقية والفرنسية، لفتت إلى أن الخط الجنوبي-الشمالي، يستند إلى التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، ويمثل مسارا رئيسيا للهجرة، كما أنه يمرّ عبر منطقة تعيش سلاما في وقت تشتعل فيه الصراعات شرقا، مشيرا إلى أن العديد من الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تشمل أقاليمه الجنوبية.
وأكدت الفعاليات للأمين العام للأمم المتحدة، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تمثل حجر الزاوية للسلام والتنمية في إفريقيا وأوروبا، مبرزة أن هناك ديناميتان أساسيتان قيد التبلور تحملان في طياتهما آفاقا استراتيجية واعدة، في إشارة لميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيتيح لرواندا ومالي منفذا بحريا نحو العالم، كما سيخدم الكاميرون والسنغال.
الفعاليات المذكورة شددت على أن المشروع الملكي الطموح يجعل من الصحراء المغربية مركزا ذا بعد عالمي، ومكسبا استراتيجيا للجميع، منوهة في تتمة رسالتها بالمشروع الطرقي الرابط بين السمارة وموريتانيا، الذي سيساهم في فك العزلة عن مالي ودول الساحل.
وأوردت أن اللقاءات الدولية للتقارب بين الثقافات والأديان التي أُطلقت عام 2023 في مدينة السمارة من قبل منظمات غير حكومية، تعبّر، وبالرغم من تواضع إمكانياتها عن قيم إنسانية كبرى في خدمة السلام العالمي.
هاتان المبادرتان، تمثلان في نظر الفعاليات ذاتها، أرضية خصبة لتقارب الشعوب الإفريقية والأوروبية في إطار من الثقة والمصلحة المشتركة.
وناشدت الفعاليات في رسالتها، المسؤول الأممي، بأن يعتبر أن الحل الوحيد الواقعي والمستقبلي هو الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وأن يمنح دعمه الكامل لهذا التوجه.
وعبرت عن اقتناعها بأن استمرار الوضع الراهن مضرّ بالمنطقة وبعلاقاتها مع فرنسا وأوروبا، موردة أن مغربية الصحراء حقيقة تاريخية ثابتة، وهي ضرورة جيوسياسية لمصالح الجميع.
وجددت تأكيدها على أن النزاع الذي طال أمده لم يكن يوما منطقيا، بل عبثيا، ملخصة ذلك في ثلاث نقاط أولها “ادعاء الجزائر أن جبهة البوليساريو شرعية في مطالبتها بانفصال الأقاليم الجنوبية، بحجة “الهوية الثقافية الخاصة بالصحراويين”، لكن إذا كانت هناك “ثقافة صحراوية متميزة”، فهي نفسها التي يتقاسمها الصحراويون في الصحراء الجزائرية، التي كانت مغربية قبل الاستعمار الفرنسي.ك وِفقا لتعبير الفعاليات في الرسالة.
وتابعت الرسالة “إن كانت الجزائر تؤمن فعلا بهذا المبدأ، فعليها أن تمنح بدورها “استقلال الصحراء الجزائرية”. ونبهت إلى أن هذا المنطق العبثي يكشف بوضوح “سوء نية الجزائر” في هذا الملف.