مصطفى سلمى: الحكم الذاتي سيمكن البوليساريو من اكتساب الجنسية المغربية وسكان المخيمات مصدومون من الوهم الذي سوق لهم (حوار)

marocain
4 Min Read

حاوره: عمر لبشيريت

يقول مصفى سلمى ولد سيدي مولود المسؤول السابق في إدارة أمن مخيمات تندوف إن جلسة مجلس الأمن بخصوص الوضع في الصحراء المغربية إن لم تكن حاسمة في حد ذاتها، فستحدد على الأقل معالم الحل، بحيث يصبح الوصول إليه مسألة وقت فقط. وأضاف في لقاء مع مع موقع “سفيركم” بخصوصه مقترح الحكم الذاتي أن أية عراقيل أو مشكلات ستجابهه، فستكون في الجوانب التقنية لا في الجوهر والأساس.

قبل يوم على اجتماع مجلس الأمن، وقعت عدة تطورات في ملف الصحراء المغربية، كيف تتوقع نتائج هذه الجلسة؟

في الحقيقة، ما نعيشه اليوم هو نتيجة حتمية لمسار الأحداث منذ حادثة الكركرات سنة 2020، أي منذ أن أعلنت جبهة البوليساريو عودتها إلى الحرب. لكننا لم نعد في زمن الحروب الطويلة أو حالات التوتر المزمن، لأنها تشوش على الاقتصاد وتُدخل المستثمر في حالة من عدم اليقين بشأن استثماراته. كما أن منطقتنا، بحكم موقعها الجغرافي وإمكاناتها، تتقاطع فيها مصالح عديدة.
الحرب استمرت خمس سنوات، ويبدو أنها لم تكن حاسمة، لذلك كان لابد من تدخل دولي ضاغط من أجل الحسم.
أما بخصوص نتائج هذه الجلسة، فإن لم تكن حاسمة في حد ذاتها، فستحدد على الأقل معالم الحل، بحيث يصبح الوصول إليه مسألة وقت فقط. ويبدو ذلك واضحًا، على الأقل، في تقليص مدة التمديد لبعثة المينورسو، للضغط على الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية نهائية.

هل يمكن القول إن مقترح الحكم الذاتي أصبح اليوم الخيار الوحيد؟

نعم، حل تحت سقف السيادة المغربية هو المطروح على الطاولة، والخلاف والنقاش هو حول الشكل والمحتوى.

ما هي، في نظرك، الخطوة القادمة بعدما أصبحت خطة الحكم الذاتي كخيار وحيد مطرح على الطاولة؟

الحل سيكون متكاملاً، أي أنه لن يكون هناك قبول دون اتفاق على تفاصيل كثيرة مرتبطة به، أقصد وضع خارطة طريق، على الأقل على مستوى المبادئ العامة.

فما هو مطروح حاليًا على الطاولة هو مقترح طرف واحد، وهو المقترح المغربي ، والقبول به حرفيًا كما هو، يعني أن أعضاء جبهة البوليساريو سيكسبون فقط الجنسية المغربية، وكأنهم ناضلوا طيلة نصف قرن من أجل الاعتراف لهم بالجنسية المغربية!

بمعنى أن لكل طرف مطالبه وأطروحته، والتوفيق بينها تحت أي سقف يحتاج إلى مزيد من التفصيل، حتى يكون ما بعد القبول هو مرحلة التنزيل المباشر. وإن حصلت عراقيل أو مشكلات، فستكون في الجوانب التقنية لا في الجوهر والأساس.

خلال الأيام الأخيرة، قدمت جبهة البوليساريو مقترحًا، قبل أيام فقط من جلسة مجلس الأمن، وأبدت استعدادها للتفاوض المباشر. كيف ترى هذه الخطوة؟

خطوة طبيعية ومتوقعة من الناحية التكتيكية، لتذكير الجميع بأنه لا يوجد مقترح واحد على الطاولة. ولجذب الانتباه، أعطته عنوانًا جديدًا هو تقاسم فاتورة السلام، بمعنى أنهم يتنازلون عن بعض “حقوقهم” وعلى الطرف الآخر أن يتنازل هو أيضًا. لكن الطرف الآخر، أي المغرب، قدم أقصى ما يستطيع وهو مقترح الحكم الذاتي، وكأن الجبهة تطلب اليوم توسيع هذا الحكم الذاتي.

لماذا تتكتم الجبهة حول تفاصيل مقترحها ولم تقدم خطوطه العريضة؟

ما دام المقترح قد سُلِّم للأمانة العامة للأمم المتحدة، فلم يعد مكتومًا. وهو في الحقيقة ليس مقترحًا جديدًا، بل مجرد تفصيل لمقترحهم القديم.

كيف يتابع الصحراويون في مخيمات تندوف مجريات التطورات التي تعرفها قضية الصحراء، وكيف يتفاعلون معها؟

سكان المخيمات يعيشون حالة صدمة، فقد اكتشفوا أن كل ما كانت البوليساريو تسوقه لهم مجرد أكاذيب. لا انتصارات، ولا هزيمة للمغرب، ولا مكاسب على الأرض، ولا حلفاء كما كانوا يُوهمونهم.
هؤلاء السكان يسمعون البلاغات العسكرية يوميًا وما تدّعيه من خسائر في صفوف المغرب، وكانوا ينتظرون سقوط المغرب، فإذا بهم يشهدون سقوط الجبهة نفسها. وبالتالي فهم يعيشون صدمة حقيقية.

Share This Article