أثار غياب اسم مشيج القرقري عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نقاشا واسعا داخل الأوساط الاتحادية، وذلك عقب مصادقة المجلس الوطني، عن بعد، على اللائحة التي اقترحها الكاتب الأول، إدريس لشكر، في ظل تداول “اتهامات” تفيد بأن هذا الإبعاد يندرج في سياق توجه يرمي إلى الدفع بابنته، خولة لشكر، نحو احتكار كافة الملفات الخارجية للحزب, بعد أن قلّدها مهمة كاتبة وطنية بالمكتب السياسي مكلفة بالعلاقات الخارجية، وتعويض القرقري في المهام المرتبطة بالعلاقات الدولية والدبلوماسية الحزبية، وذلك عبر إبعاد طاقة وكفاءة خبرت الديبلوماسية الحزبية مثل القرقري من المكتب السياسي.
“سفيركم” استطلعت واستمعت لأكثر من مصدر اتحادي، بما فيهم قياديين، فكان الاستغراب والصدمة عنوان إجابات الجميع.
ووصف مصدر اتحادي إقصاء ادريس لشكر لمشيج القرقري بأنه” غير مفهوم وغير مبرر إطلاقا”، فيما علق عضو بالمجلس الوطني قائلا “العديد من الأسماء التي أنزلها لشكر بالمكتب السياسي، لا تصل إلى كفاءة القرقري، ولا إلى حنكته في تدبير العلاقات الخارجية للاتحاد”.
وكان القرقري يشغل مهمة رئيس لجنة العلاقات الخارجية مع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا وعضو المكتب السياسي، وقاد في هذا الإطار وفود الحزب إلى مؤتمرات وملتقيات دولية، خاصة في إسبانيا ودول أمريكا اللاتينية، حيث ظل المتحدث الوحيد باللغة الإسبانية داخل قيادة الحزب.
وخلال هذه المهام، برز القرقري كأحد الوجوه الاتحادية التي تولت الترافع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة داخل فضاءات حزبية دولية، وأسهم في توضيح الموقف المغربي والدفاع عن مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية.
وتمكن القرقري من تحقيق اختراقات داخل عدد من الهيئات التابعة للأممية الاشتراكية، توجت، قبل أسبوع، بدعم القرار الأممي رقم 2797 المتعلق بملف الصحراء المغربية، خلال أشغال المجلس الدولي للأممية الاشتراكية المنعقد بمالطا يومي 27 و28 نونبر 2025، حيث صادقت لجنة إفريقيا على وثيقة سياسية جديدة رحبت بالقرار المذكور باعتباره أرضية يمكن أن تقود إلى توافق دولي حول حل سياسي عادل ودائم.
وسبق ذلك انتخاب القرقري، في فبراير 2024 بمدينة مدريد، عضوا بلجنة الأخلاقيات التابعة لمجلس الأممية الاشتراكية، وهو ما اعتبرته مصادر اتحادية، اعترافا بدوره داخل الهياكل الاشتراكية الدولية، معبرة في الوقت ذاته عن استغرابها من قرار إبعاده المفاجئ عن المكتب السياسي.
وخلال تتبعها للموضوع، رصدت “سفيركم” نقاشا تنظيميا داخليا، لم يخل من همس سياسي، بدأ يتسرب إلى بعض الأوساط الاتحادية، مفاده أن إعادة ترتيب المكتب السياسي واستبعاد القرقري قد يكون مرتبطا برغبة الكاتب الأول، الذي قاد الحزب لأربع ولايات متتالية، في الدفع بابنته خولة لشكر نحو احتكار الملفات المرتبطة بالدبلوماسية الخارجية للحزب.
حمزة غطوس