حصل موقع “سفيركم” على رسالة منسوبة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، مؤرخة بالرباط بتاريخ 17 أبريل 2024، وموجهة إلى شيخ الزاوية البودشيشية الراحل، جمال الدين البودشيشي القادري، والد منير ومعاذ.
وأبدى الوزير في رسالته التي تنشرها “سفيركم” لأول مرة، عن قلقه من احتمال أن تؤدي بعض الأمور إلى نتائج لا تخدم الطريق، لكنه سرعان ما طمأن الشيخ الراحل جمال الدين بأن تلك المخاوف التي عبّر عنها لم يكن لها ما يبررها.
وكشف التوفيق في رسالته أنه بعد نهاية تكليفه كوزير للأوقاف والشؤون الإسلامية في الرباط سيعود إلى قريته في الجبل المجاور لمراكش ومعه سبحته وأوراده، راجيا الدعاء له بسلامة العاقبة وحسن الخاتمة.
وجاء نص الرسالة كالتالي:
رسالة الوزير التوفيق إلى الراحل جمال الدين بودشيش
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه الأكرمين
سيدي وسندي وشيخي
سيدي جمال البوتشيشي القادري
السلام عليكم ورحمة اللّٰه تعالى وبركاته،
لقد تشرفتُ في داري في أواخر شهر رمضان بزيارة سيدي منير، وقد سُررت لأنه أخبرني أن أحوال الطريق، من حيث إقبال الفقراء، هي على ما يرام، وتذكرت أن غيرتي قد دفعتني في شهر أكتوبر من عام 2022 إلى إرسال كتابين، واحد إليكم وواحد إلى سيدي منير باعتباره كبير أولادكم، وفي الكتابين أبديت تخوفا من أن تؤدي بعض الأمور إلى ما لا يفيد الطريق تحت مشيختكم بشأن الاستمرار على النهج الموروث في نفع الناس، والأن وقد تبين من خلال ما سمعتُه أن تلك التخوفات من جانبي لا مبرر لها، فإنني أحمد اللّٰه على ذلك، والأنسب هو الاطمئنان إلى أن أمر الطريق أمر غيبي ترعاه القدرة بعناية سابقة، ولا دخل فيها للبشر من غير الشيخ صاحب الإذن.
وقد كنتُ عزمت على زيارتكم زيارة شبح بعد رمضان، وها أنا أرسل هذه الرسالة لتحيتكم وتجديد عهدي لكم كمريد ترعونه كما رعته عناية جدكم ووالدكم رحمهما الله، لأنني أخاف إذا جئت من أقع مجددا في حرج الكلام في الطريق، ما يكون فيها وما لا يكون، وأمر الطريق عندي أمر جلل محفوف بالمزالق، وقبل كل شيء وبعد كل شيء هو حصريا أمر موقوف على شيخها، ولا يحتاج إلى فهوم الغير مهما كانت صادرة عن حسن نية. على أنني أظل ما حييت، إن شاء الله، رهن إشارتكم في أي خدمة دنيوية ممكنة، وفي أن أجيب عن أي سؤال محدد يأتيني من قبّلكم إذا لم يكن متعلقا بشنون الطريق.
كنت قد ذكرت لسيدي منير في الرسالة السابقة أنني، بعد نهاية تكليفي في الرباط، سأذهب إلى قريتي في الجبل المجاور لمراكش، ومعي سبحة أورادي، وعليه فإنني أسألكم الدعاء لي بسلامة العاقبة وحسن الخاتمة، ولكم ثواب الدعاء من رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة اللّٰه تعالى وبركاته.
الرباط في 17 أبريل 2024