هل يؤثر الترحال السياسي على ثقة الناخبين؟.. لبكر يُوضح

marocain
3 Min Read

تعرف السنة التي تسبق الانتخابات التشريعية، تغيير عدد من النواب البرلمانيين لألوانهم الحزبية، من خلال الالتحاق بأحزاب أخرى، في إطار ما يمسى بـ”الترحال السياسي“.

ويلاحظ المتابع للشأن السياسي الوطني والمحلي، أن عملية تغيير “الجلد” الانتخابي قد بدأت عند كثير من البرلمانيين سواء بشكل جماعي أو فردي، بحثا عن تموقعات أفضل وحظوظ أكبر للترشح والدعم، الأمر الذي يشكل وِفقا لمتابعين وخبراء إشارة من إشارات “الهشاشة السياسية”.

رشيد لبكر، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق، شعيب الدكالي بالجديدة، أكد أن الترحال السياسي، يؤثر على ثقة الناخبين في العملية الانتخابية، قائلا “ربما هذا هو السبب الذي جعل الكثير من المواطنين يقاطعون الانتخابات ويشكلون ما يصطلح عليه بحزب المقاطعين الذي يمثل الأغلبية مع الأسف”.

‎وتابع في تصريحه لمنبر “سفيركم”، أن المواطنين الذين فقدوا الثقة في المنتخبين بل وفي العمل السياسي النيابي برمته، معتبرين أن أصحاب الترحال السياسي و”مع وجود استثناءات بطبيعة الحال- جماعة من الباحثين عن المصلحة أو الراغبين في كسب حماية معينة أو التقرب من دوائر القرار أو من أجل إرضاء نزوة الوجاهة، وبالتالي فآخر ما يفكرون فيه، هو ممارسة العمل النيابي النبيل، بكل ما يتطلبه ذلك من جهد وتضحيات وحضور ومواكبة وبحث وتقصي وقلق إنساني.

‎وعبر لبكر عن أسفه بسبب عدم وجود أي مقتضى قانوني يمنعهم من الترشح ومن الفوز بالمقعد الانتخابي، موردا أن هؤلاء الأشخاص لا يجدون صعوبة في الفوز، في ظل جو عام مساعد متسم ب”اتساع قاعدة المقاطعين (اتكلم عن المقاطعة الواعية)، وارتفاع نسبة الأمية ومؤشرات الفقر”.

‎وأضاف أنه وفي ظل غياب هذه الموانع القانونية تظل المسؤولية أخلاقية في نظره، و تتحملها الأحزاب التي أصبح الشيء الوحيد الذي يهمها هو – ضمان المقعد- بغض النظر عن طريق الوصول إليه، حيث أصبح التنافس قائما بينها في استقطاب ” مول الشكارة” ولو كانت أفكاره على طرفي نقيض مع الحزب، هذا إن كانت لديه أصلا رؤية إيديولوجية او خلفية ثقافية تؤطر توجهه نحو العمل السياسي، وفقا لتعبير لبكر.

‎أستاذ القانون العام، أشار في سياق متصل إلى أن دائمي الترحال من حزب لآخر، ما يحركهم أساسا هو المصلحة، وليس الالتزام الحزبي المبدئي، مستدركا أن هناك استثناءات تشرف العمل النيابي في كل الفرق، ولكنهم قلة، ويعانون من تضاعف العبء بوجود “الكسالى” الذين لا يحضرون قبة البرلمان إلا مضطرين او في المناسبات الرسمية”.

‎ووِفقا لذات المتحدث، فإن بعض الأحزاب ساهمت في هذا التشويه وأغرقت صفاءها الإيديولوجي في ماوصفه ب”المسخ”، حتى صارت الأسس المذهبية لبعض الأحزاب مجرد شعارات تدبر تزكياتها” بمن وُجد.

Share This Article