تستعد جماعة الدار البيضاء لعقد دورتها العادية لشهر أكتوبر 2025، في جلستين علنيتين يومي 7 و22 أكتوبر بمقر الولاية، إذ حصل موقع “سفيركم” على نسخة من مشروع جدول الأعمال الأولي، قبل تنقيحه والمصادقة عليه نهائيا، وعرضه أمام اللجن الدائمة.
وتأتي هذه الدورة في سياق قانوني مؤطر بالمادة 38 من القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات، الذي ينص على دورات إلزامية للتداول في قضايا التدبير المحلي، غير أن دورة أكتوبر لهذا العام تكتسي طابعا استثنائيا، سواء من حيث كثافة جدول أعمالها الذي يضم أكثر من 70 نقطة، أو من حيث حساسية الملفات التي ستعرض على المجلس للتصويت.
في البداية، ستتضمن أشغال الدورة تقديم التقرير الإخباري لرئيسة المجلس حول الأنشطة المنجزة في إطار الصلاحيات المخولة لها، فضلا عن الاطلاع على ملخص تقارير المقاطعات برسم الستة أشهر المنصرمة.
وستتم مناقشة الدعاوى القضائية التي توبع فيها المجلس أو رفعها منذ دورة ماي 2025، في خطوة تعكس حجم الإكراهات القانونية التي تواجه الجماعة في تدبير مرافقها وعقاراتها.
الجانب المالي سيكون في صلب هذه الدورة، حيث ستعرض ميزانية جماعة الدار البيضاء برسم سنة 2026 للتصويت، إضافة إلى برمجة تحويلات مالية في ميزانيتي التسيير والتجهيز، وإعادة تخصيص اعتمادات بين فقرات مختلفة، كما سيصادق المجلس على برمجة الدفعة الثالثة من القرض الإضافي الممنوح من طرف البنك الدولي.
أما على مستوى التعمير والعقار، فيبدو أن الدورة ستشهد نقاشا محتدما، بالنظر إلى الكم الكبير من الملفات المعروضة، بدءا من اقتناء بقع أرضية لتشييد مرافق حيوية مثل ملاعب القرب، ومناطق للأنشطة الاقتصادية، ومرافق للتسويق الفلاحي والبحري بجهة الدار البيضاء – سطات، مرورا بمشاريع نزع ملكيات مرتبطة بإنجاز طرق عمومية وساحات ومواقف تحت أرضية، وصولا إلى صفقات تفويت أو دمج قطع أرضية في إطار عمليات تهيئة حضرية.
ويبرز هنا ملف كاتدرائية القلب المقدس كأحد المواضيع الحساسة، سواء فيما يخص تملك العقار أو تدبيره لاحقا باعتباره مرفقا ذا رمزية تاريخية وثقافية.
البعد الاجتماعي حاضر بدوره من خلال مشاريع اتفاقيات شراكة مع مؤسسات عمومية وخاصة، تهم مجالات الصحة (تهيئة جناح مرضى السرطان بالمركز الاستشفائي ابن رشد وتجهيزه)، والثقافة (إحداث مركبات ثقافية وتجارية بعدة مقاطعات)، إلى جانب مبادرات مرتبطة بمحاربة الحيوانات الضالة، وتطوير الفضاءات الخضراء، وإحداث مراكز اجتماعية.
كما تتضمن الدورة ملفات تتعلق بإلغاء أو تعديل اتفاقيات سابقة لم تثبت فعاليتها، في محاولة لإعادة توجيه الموارد نحو مشاريع أكثر نجاعة.
من جهة أخرى، تكتسي بعض النقاط طابعا استراتيجيا، مثل مشروع اتفاقية التعاون بين جماعة الدار البيضاء ومدينة مرسيليا، والذي يدخل في إطار تعزيز الدبلوماسية الموازية للجماعات الترابية وتبادل الخبرات في ميادين التعمير والثقافة والبيئة. كما تشمل الدورة المصادقة على عدة اتفاقيات شراكة مع وزارات ومؤسسات وطنية، تخص إنجاز طرق مهيكلة، أسواق تجارية، فضاءات رياضية وثقافية، ومرافق عمومية أخرى.