المنصوري: احتجاج الشارع إنذار يجب الإصغاء له ولا يمكن للحكومة أن تكذب على المغاربة

marocain
3 Min Read

في سياق الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها مدن مغربية مؤخرا، رفعت شعارات قوية تطالب بالحرية والكرامة والتعليم والصحة ومحاربة الفساد، اعترفت فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الثلاثية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، بأن هذه المطالب “تعبر عن واقع مر يعيشه المغاربة”، مؤكدة أن الحزب نفسه تأسس على هذه القيم، لكن “الصرخات التي نسمعها اليوم في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي دليل على أن ما تحقق لا يكفي”.

وخلال أول اجتماع للقيادة الجماعية للحزب مع المكتب التنفيذي لمنظمة شباب الأصالة والمعاصرة بعد نجاح المؤتمر الوطني الثاني للمنظمة، شددت المنصوري على أن قطاع الصحة يختزن أزمة بنيوية متجذرة، إذ يعاني المغرب خصاصاً يناهز 30 ألف طبيب، مشيرة إلى أن “أي حكومة لا يمكنها سد هذا العجز في سنة أو سنتين”، قبل أن تضيف: “أنا شخصياً لم ولن أكذب على المغاربة، وإذا استلزم الأمر أن أغادر الحكومة فسأفعل، لكن دون أن أبيع لهم أوهاما”.

وقارنت المنصوري بين واقع المستشفيات اليوم وما كان عليه الوضع في السبعينيات والثمانينيات، معتبرة أن المنظومة الصحية لم تواكب تطلعات المواطنين بالسرعة المطلوبة، رغم الأوراش الإصلاحية التي أطلقتها الدولة، وأكدت أن النقص في الموارد البشرية الطبية “ليس أزمة مغربية فقط، بل إشكال عالمي”، لكنها شددت على أن ذلك “لا يعفي من ضرورة البحث عن حلول عملية وعاجلة”.

وبعد أن أشارت إلى أن الملك محمد السادس ظل يضع الصحة والتعليم في صلب أولوياته الاجتماعية، أقرت القيادية في حزب “الجرار” بأن شباب اليوم يعيشون إحباطا متزايدا من العمل الحزبي والسياسي، ما يتطلب حسب تعبيرها، تفكيرا مغايرا لإقناعهم، وقالت: “هناك اليوم من يرفض كل الأحزاب، لكن السؤال: ما هو البديل؟ إذا لم تكن هناك أحزاب، لن تكون هناك انتخابات، وإذا لم تكن انتخابات فلن تكون حكومة”.

كما شددت على أن “السياسة ليست كلها ملوثة كما يُشاع”، مذكرة بأن كثيرا من قيادات الحزب “دخلوا المعترك السياسي وهم كارهون للسياسة، لكنهم اختاروا التغيير من الداخل بدل الاكتفاء بالنقد من الخارج”، وأضافت: “وأنا مستعدة للمحاسبة حتى على ثرواتي إن كانت غير مشروعة، لكن لا يمكن أن نسمح للوبيات المصالح أن تدنيس البلاد وتقتل الأمل فيها”.

وختمت المنصوري بالقول إن احتجاجات الشباب ليست خطراً على الدولة، بل “علامة على نضج ديمقراطي جديد”، مضيفة: “ما أعجبني في مقاطع الفيديو أن هؤلاء الشباب يؤكدون تمسكهم بالوطن والملكية، وكل ما يريدونه هو تعليم وصحة وكرامة، وهذا لا يمكن أن نختلف حوله”.

Share This Article