يرتقب أن يُحسم تنصيب إدريس لشكر كاتبا أول لولاية رابعة على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي خلال الاجتماع المشترك للمجلس الوطني واللجنة التحضيرية، الذي يسبق انطلاق أشغال المؤتمر الثاني عشر.
وتفيد مصادر من داخل الحزب أن الحسم النهائي في تعديل المادة 217 من القانون الأساسي، التي تحول دون تمكين إدريس لشكر من ولاية رابعة، سيتم خلال هذا الاجتماع، على أن تُعرض نتائجه بعد ذلك للمصادقة داخل لجنة القضايا الداخلية والقانونية بالمؤتمر، قبل أن تُتبنّى في النهاية من طرف الجلسة العامة.
وأفادت مصادر من اللجنة التحضيرية أن مصطفى عجاب، عضو المكتب السياسي وحليف لشكر، ورئيس اللجنة المذكورة، ينتظر أن يتقدم بمقترح يقضي بتجديد ولاية الكاتب الأول تلقائيًا كلما انعقد المؤتمر، وذلك لتفادي أي عائق قانوني بخصوص تحديد مدة ولاية الكاتب الأول للحزب.
إلى ذلك، يجمع عدد من القياديين في الحزب، استطلعت سفيركم آراءهم، على أنه “لا صوت يعلو فوق صوت إدريس لشكر”، وأن الولاية الرابعة أصبحت محسومة.
وبذلك، تقول مصادرنا، سيكون إدريس لشكر المتحكم في توزيع باقي المناصب، بدءًا من رئاسة المجلس الوطني، التي سيغادرها الحبيب المالكي، والتي يتنافس عليها كل من مصطفى عجاب وفتيحة سداس، مرورًا بتشكيلة المجلس الوطني والمكتب السياسي.
من جانب آخر، تفيد مصادر متعددة من عدد من الأقاليم أنه لا وجود لشيء اسمه “انتخاب المؤتمرين”، كما جرت العادة في تاريخ الحزب ووفق القوانين الداخلية لمختلف التنظيمات السياسية.
وشبّه مصدر مسؤول ما يجري بأنه يشبه أسلوب “الأحزاب الإدارية”، حيث يتم تعيين المؤتمرين من طرف الكتّاب الجهويين وكتّاب المجالس الإقليمية.
وعلم موقع سفيركم أن الكاتب الجهوي للدار البيضاء، على سبيل المثال، وزع عدد المؤتمرين على الأقاليم دون انتخاب، حسب “كوطا” تُمنح للكاتب الإقليمي ولرئيس المجلس الإقليمي بالنظر إلى عدد البطاقات التي تمكنوا من بيعها أو توزيعها، ليقوم هؤلاء باختيار المؤتمرين.
وفي هذا الصدد، تقول مصادرنا إن رئيس المجلس الإقليمي لسيدي عثمان احتج بشدة على “الكوطا” التي مُنحت له (مؤتمران اثنان فقط)، في حين خُصّص للكاتب الإقليمي خمسة مقاعد.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر جد مطلعة أن مجموعة من أعضاء الكتابة الإقليمية بجهة الدار البيضاء–سطات احتجت لدى قيادة الحزب بخصوص لائحة المؤتمرين التي أعدّها الكاتب الإقليمي، خارج المسطرة القانونية للانتداب.
وتضيف المصادر ذاتها أن أعضاء الكتابة الإقليمية وأعضاء الحزب لم يتوصلوا بأي إشعار أو موعد لانتخاب المؤتمرين، وأنهم استنكروا هذه الطريقة في تعيين المؤتمرين . ورغم استدعائهم لاجتماع موسع للنظر في هذه القضية يوم الجمعة 10 أكتوبر، فوجئوا بأن المقر مغلق، تضيف ذات المصادر.
كما توصل موقع سفيركم بأصداء من عدة أقاليم حول تعيين المؤتمرين بدل انتخابهم، باستثناء بعض المدن مثل أكادير وتطوان، حيث جرى انتخاب المؤتمرين وفق ما تنص عليه قوانين الحزب.
ويعقد حزب الاتحاد الاشتراكي مؤتمره الثاني عشر أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري بمدينة بوزنيقة، تحت شعار: “مغرب صاعد: اقتصاديا، اجتماعيا، مؤسساتيا”.
وفي ظل غياب أي نقاش سياسي حول رهانات المؤتمر أو طبيعة الأطروحة السياسية والبرامج الاقتصادية التي سيقدمها الحزب – الذي كان يشد الأنظار في مؤتمراته السابقة – يظل الرهان الوحيد الذي يثير اهتمام المتتبعين وأعضاء الحزب هو: الولاية الرابعة لإدريس لشكر.