خطوة غير مسبوقة.. البوليساريو تُعطي مؤشرات “رسمية” على استعدادها للتفاوض مع المغرب على الحكم الذاتي

marocain
2 Min Read

في خطوة غير مسبوقة في التصريحات الرسمية لجبهة البوليساريو، أعطى محمد يسلم بيسط الذي يشغل ما يُسمى بـ”وزير الخارجية الصحراوي”، إشارات على استعداد الجبهة للتفاوض مع المغرب على السلم وتقديم تنازلات، كتمهيد يؤشر على قبولها لمناقشة مقترح الحكم الذاتي المغرب لإنهاء نزاع الصحراء.

وقال بيسط في ندوة صحفية اطلعت عليها “سفيركم”، بأن الجبهة تريد السلم مع المغرب، وأن هذا “السلم ستترتب عنه فاتورة كبيرة، فاتورة معالجة آثار الحرب، وفاتورة الشراكة في السلم، وفاتورة الخسارات الكبيرة المسجلة لمدة 50 سنة”.

وأضاف المسؤول في جبهة البوليساريو في التصريح ذاته، “نحن كصحراويين مستعدين أن ندفع الجزء الذي يعود لنا من هذه الفاتورة مهما مثّل ذلك في جانبها السياسي، أي التنازلات، وفي جانبها النفسي، بالتسامي عن الآلام والجراح، ولكن كذلك في جانبها الاقتصادي والمالي والتجاري”.

وتابع محمد يسلم بيسط قائلا في السياق ذاته ” نحن كصحراويون واعون كل الوعي بأننا علينا أن نساهم مع أشقائنا المغاربة وفي إطار منطقتنا وفي إطار قارتنا بأن ندفع الأمور في اتجاه إيجابي وألا نبقى مع المتمترسين إلى 50 سنة أخرى”.

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من رسالة وجهها زعيم جبهة البوليساريو إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب فيها بأن البوليساريو على استعداد لتقاسم فاتورة السلام مع المملكة المغربية لإنهاء نزاع الصحراء، في خطوة تشير إلى وجود تغيرات قوية تدفع إلى إنهاء النزاع في أقرب وقت.

ويرى مراقبون لملف الصحراء، أن الولايات المتحدة الأمريكية لها يد في هذه التطورات، حيث تسعى إدارة ترامب إلى طي هذا الملف في أقرب وقت تحت الحكم الذاتي المغربي، وتقوم بمساع حثيثة لدفع الجزائر والبوليساريو للتفاوض تحت هذا الإطار.

ولا تستبعد المصادر نفسها، أن تكون تصريحات البوليساريو الأخيرة التي عبرت فيها عن استعدادها للسلام والتفاوض، بداية لتمهيد الموالين لها بقبول مقترح الحكم الذاتي كأعلى سقف للتفاوض في ظل الضغوط الأمريكية.

فيما لا تخفي مصادر أخرى حذرها من الخطوة الأخيرة للبوليساريو، معتبرة أنها مجرد محاولة لربح الوقت وتمطيط الوصول إلى حل نهائي، خاصة أمام التطورات الدولية والإقليمية التي تذهب في اتجاه دعم المبادرة المغربية.

Share This Article