نفت الحكومة الإسبانية، يوم أمس الخميس 31 أكتوبر الجاري، وجود أي صراع أو توتر مع المغرب، نافية الرواية الوهمية التي يختلقها حزب “فوكس” اليميني المتطرف، مؤكدة أن علاقة البلدين جيدة وتمر من أفضل مراحلها.
وجاء في خبر نشره موقع “Democrata” الإسباني، أن دييغو روبيو، مدير ديوان رئاسة الحكومة الإسبانية، أكد خلال جلسة اللجنة المشتركة للأمن القومي في البرلمان أن العلاقات بين البلدين تقوم على التعاون والشراكة، لا على الخلاف والمواجهة.
وانتقد المتحدث ذاته حزب “فوكس” اليميني المتطرف، متهما إياه بمحاولة خلق صورة وهمية لصراع بين الجانبين، نافيا بشكل قاطع المزاعم التي يروجها حزب “فوكس” بشأن وجود “تهديد عسكري محتمل” من المغرب، في وقت تمر فيه علاقات البلدين من أفضل مراحلها.
وأضاف المسؤول الحكومي أن الحزب اليميني يسعى إلى بناء “رواية خيالية عن صراع خفي بين البلدين، يمزج فيها بين التجسس ونظريات المؤامرة”، مشددا على أن “مثل هذا الصراع لا أساس له من الصحة”، وأن المغرب يظل “جارا وصديقا وشريكا استراتيجيا لإسبانيا”.
ورغم اعترافه بوجود بعض “الاختلافات الطبيعية” بين مدريد والرباط، أوضح روبيو أنها لا تتجاوز ما يحدث عادة بين دول جارة مثل فرنسا أو البرتغال، مشيرا إلى أن “العلاقات الثنائية تعيش واحدة من أفضل فتراتها في التاريخ الحديث”.
كما أبرز المسؤول الإسباني أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات متعددة، من بينها الهجرة، ومكافحة الإرهاب، ومحاربة التهريب والاتجار بالبشر، إلى جانب العلاقات التجارية التي تعرف نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب “فوكس” معروف بمواقفه العدائية تجاه المغرب والمغاربة والمهاجرين بشكل عام، إذ لا يتردد قادته في الإدلاء بتصريحات استفزازية تشكك في نوايا المغرب وتهاجم حضوره الإقليمي.
ويستغل الحزب اليميني المتطرف، في كل مناسبة سياسية أو أمنية، ملف الهجرة غير النظامية للتهجم على المهاجرين المغاربة واتهامهم بتهديد “الأمن القومي الإسباني”، كما يسعى إلى تصوير المغرب كـ”خصم استراتيجي” لإسبانيا بدل شريك لها.
ومن المعلوم أن حزب “فوكس” دائما ما يروج لخطاب يقوم على التخويف والتحريض ضد المهاجرين، مطالبا الحكومة الإسبانية بتشديد الرقابة على الحدود، وإلغاء الاتفاقات الثنائية مع المغرب، خاصة تلك المتعلقة بالعمالة الموسمية والتعاون في مكافحة الهجرة.
وجدير بالذكر أيضا نواب هذا الحزب يستمرون في توجيه انتقادات متتالية للحكومة الإسبانية بسبب تقاربها مع المغرب، مروجا لنظرية المؤامرة، في محاولة منه لاستثمار هذا الملف سياسيا بهدف كسب تعاطف القاعدة اليمينية المعادية للأجانب.