وجاء اعتماد القرار بعد تصويت 11 دولة لصالح القرار، فيما امتنعت ثلاث دول عن التصويت، وامتنعت دولة واحدة عن المشاركة، ليُعتمد القرار رسميا بعد مداولات مكثفة بين الأعضاء الدائمين وغير الدائمين.
وقال نضال بنعلي الشرقاوي، الباحث في العلاقات الدولية، إن هذا التصويت لم يكن مجرد إجراء أممي تقني، بل تتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الهادئ والمستمر الذي خاضته المملكة خلال السنوات الماضية، سواء في الأمم المتحدة أو عبر الشراكات الاستراتيجية الثنائية مع الدول المؤثرة في صنع القرار الدولي.
وتابع في تصريحه ل”سفيركم” أن الدعم القوي الذي عبّرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية يُترجم استمرار الموقف الأمريكي الثابت منذ إعلان اعترافها بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، وهو موقف يؤكد متانة التحالف المغربي الأمريكي، القائم على المصالح المشتركة والرؤية المتقاربة للأمن والاستقرار الإقليمي.
كما أن فرنسا، الحليف التاريخي للمغرب، أكدت من جديد من خلال تصويتها الإيجابي وبيانها الداعم أن الحل الواقعي والوحيد الممكن هو الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، هو موقف نابع من إيمانها بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب في ضمان استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وِفقا للمتحدث.
بنعلي لفت أيضا إلى أنه لا يمكن إغفال الدور المتوازن والمسؤول الذي لعبته المملكة المتحدة، والتي ساندت هذا القرار بكل وضوح، مبرزة ضرورة تبني مقاربة واقعية وداعمة للمسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، بما يضمن التنمية والأمن في المنطقة.
ويرى المتحدث أن امتناع بعض القوى مثل روسيا والصين عن التصويت لا يُعدّ موقفا سلبيا، بل يُظهر أن الخطاب المغربي المعتدل والمرن بدأ يلقى تفهما حتى لدى الأطراف التي كانت تتحفظ تقليديا، مما يعزز صورة المغرب كفاعل متزن ومسؤول في محيطه الدولي.